إذا مرضت فمُت لأنك في وطن اسمه لبنان …
كثيرة باتت مآسي اللبنانيين، وقاسية أضحت أوجاعهم، وها هم اليوم يغرقون في وحول الفساد، يتخبطون يمينا ويساراً بحثاً عن قوتهم اليومي، وتبقى الكارثة الأخطر والأشدّ ألماً مأساة المرضى الذين يعانون من أمراض مزمنة فكيف السبيل لعلاجهم ؟
مرّت أيام على انتخابات نيابية هدرت من خلالها أموال طائلة، لا أحد ممن باتوا في المجلس النيابي نظر ولو بطرف عينه إلى حال مرضى السرطان الذين يعانون فوق معاناتهم من فقدان أدويتهم اللازمة؛ أيعقل أن يصبح بلدنا بلداً عاجزاً عن تأمين الدواء لشعبه ؟ واذا نظرنا لمرضى السكري نجدهم يتألمون لعدم حصولهم على الانسولين ، وأولئك الذين يتوجهون الى المستشفيات لغسيل الكلى باتوا يتمنون الموت لانهم عاجزون عن دفع قيمة الجلسة الواحدة …
ميرنا واحدة من النساء اللواتي يعانين من مرض السرطان،مع الإشارة إلى أنها اكتشفته حديثا، وعليها بأن تبدأ بالعلاج الكيميائي، ولكنها قالت لنا بحثت عن الدواء في جميع صيدليات لبنان لم اجده وبعضهم قال لي بأننا نستطيع تأمينه من تركيا ولكن يستلزم بضعة أيام ليصل إلينا .! فكيف تبدأ المسكينة علاجًا طويل الامد وغير متوفّر ؟ ميرنا ليست الوحيدة في لبنان فهنالك آلاف المرضى الذين يعانون الوجع ذاته، فأين وزارة الصحة من صحّة المواطنين ؟ وأين الضمير الانساني في وطن بيعت فيه الضمائر ؟
صرختنا اليوم ليست من أجل طرقات غير شرعية ، ولا من أجل رواتب لا تكفي لقوت يوم واحد، ولا من أجل دعم رغيف الخبز المفقود، ولا من أجل المحروقات التي حرقت جيوب المواطنين، صرختنا من أجل الدواء الذي يطلبه كل مريض يصارع الموت كل موجوع ينازع في فراشه فهل من سميع؟ نحن ننتظر ليتكم ترأفون !
ليندا حمورة ميدان برس