دائما ولطالما كانت تطلعاتنا وتوجهاتنا نحو القدس الشريف ، نحو تلك القبلة التي يتلألأ منها نور الأنبياء والقديسين … جميعنا نريدك فلسطين، ولكن اليوم أسئلة كثيرة تجتاح أرواحنا وتضعنا في خانة مظلمة كتلك التي نغرق في دياجيرها بعد كل مغيب …
نريد النداء والصراخ والتوسل، نريد الحياة في ظل جحيم يفترش بساطه على أرض وطننا ويأكل معنا ويغفو على وسائدنا ويكاد يخنقنا حتى في احلامنا . من منا يحيا حياة هانئة فليأتِ ويخبرنا عن سر هنائه لنرفع له القبعة ونعتذر منه؛ استوقفني ذلك القمر الذي يشعّ ببريق الأمل فوق وطنٍ يعمه الظلام ويغرق في سيول من الأزمات الاقتصادية التي أوصلتنا إلى الحرب من أجل الرغيف ! فالتفتّ إلى تلك الأرض المحاذية لجنوبنا الباسل، رأيتها مشعّة وكأنها النجوم تعكس بريقها على الأرض ، فرحت أبتسم وأقول في نفسي :من نحن ؟
نحن الذين نريد تحرير تلك الأرض المقدسة؛ نحن الذين ننام دون كهرباء ونصحو على غلاء لأسعار المحروقات ونهرع خلف رغيف الخبز الذي بات الحصول عليه شبه مستحيل ! من نحن ؟
نحن العاطلون عن العمل ونحن الذين سلبوا أموالنا واختلسوا سعادتنا وأخذوا أحلامنا ومستقبل أبنائنا،نحن أبناء لبنان الأخضر الذي بات شراء الخضرة فيه للأغنياء فقط أوتعلمون من نحن ؟
لا أريد أن أعرف أكثر عن حالنا ولكني أود أن أخبركم بأنّ الذي يريد تحرير وطنٍ فليحرر نفسه أولاً من العبودية، ولينظر، بمقارنة بسيطة بين وطنه وشعبه وبين الوطن الآخر وكيف يحيا المواطنون هناك ؟
أسفي الشديد على هذا الوطن الجريح الذي ينزف الماً ولوعة ولم يجد من يضمّد جراحه ببلسم بسيط يعيد إليه دورته الدموية ويحيا ونحيا معه من جديد …
ليندا حمورة ميدان برس