‎الخروج من عنق الزجاجة….

‎إنتهت الانتخابات النيابية التي حشد لها منذ ما يقارب السنة مجهودات ومدخرات واجندات ما أنزل الله بها من سلطان!!

‎إنتهت وأفرزت برلماناً هجيناً ليس كسابقاته! وخلال الثلاثين عام كلنا يعرف تلك المحادل، التي أتت معلبة ولعب الكثير من الطبقة السياسية التقليدية على اوتارها وكانت رافعة للكثير ممن لا يستأهلون أن يكونوا في الندوة البرلمانية….

‎اليوم يوم آخر…

‎اتت الانتخابات اليوم على رموز وشخصيات لطالما طبعت بالحياة السياسية وحفظها اللبنانيون ظهرا عن قلب، وأستبعد الكثير منهم، وهذا ما سيترك تخلخلاً بنيوياً في هذه المنظومة التي ركبت ما بعد الطائف،على بيادق وماسترو يحركها عند أي استحقاق….الآن سنرى  هذه الجوجلة من خلال انتخاب رئيساً للمجلس ونائباً له، وبعدها تأليف الحكومة العتيدة، ليصار لإنتخاب  رئيس عتيد للجمهورية….

‎المخاض…

‎الآن لبنان يعاني المخاض، فهو بهذه التركيبة الهجينة كما ذكرتها، لا يستطيع الخروج من عنق الزجاجة،  سيعاني من عدم استقرار سياسي وامني، وفوضى اجتماعية، تنذر بالكثير مع تغيير المشهد، وربما نحن ذاهبون الى (عرقنة)….

‎العرقنة….

‎نجحت المعارضة العراقية في فتح كوة في ذلك الجدار الاسمنتي الذي أطبق على الحكم في العراق، منذ سقوط صدام حسين، واستلام السلطة الدينيه زمام الامور، واعطت الغطاء لرموز تعتبر موالية وملاصقة للتيار المحسوب عل  إيران،   كلنا يعرف كيف قامت المظاهرات قبل الانتخابات والشعارات التي رددت!!

‎لينتج بعد الانتخابات التيار الصدري الذي جرف الاخضر واليابس…

‎ماذا حصل….

‎وقع العراق في أزمة تشكيل الحكومة واصبحت المؤسسات شبه مشلوله وزاد الفقر فقرا….

‎واليوم ما أشبه لبنان بالعراق….

‎جلسة لانتخاب رئيس المجلس ونائبه ان لم يكن هناك من حكمة لاستدراك الوضع العراقي سنكون أمام مشهد كارثي!

‎كيف….

‎اولا: المجلس النيابي هو المنوط به التشريع وسن القوانين…

‎فإن شل هذا المرفق….فلا قوانين ولا تشريع….

‎والاخطر ان الطرح اليوم بتغيبر الصيغة التي تأسس لبنان بموجبها!! وهي الغاء ما يعرف بالميثاقية وتوزيع المناصب الرئيسية في الدولة….

‎أي طرح كهذا سيكون بمثابة قنبلة لا يعرف كيف ستنفجر…

‎ناهيك عن أن التعطيل للمرفق بحد ذاته كارثة….

‎نثمن كل صوت أهاب باللبنانيين بعد الانتخابات بوضع مصلحة بلدهم فوق كل اعتبارات مناطقية وطائفيه للعمل على تذليل العقبات.

‎فلبنان في وضع ان لم ينتبه له ابناءه ذاهب الى مرحلة الإضمحلال والتركيبة القديمة التي بني على اساسها ربما سنترحم عليها….

‎ان نحن تخطينا هذه المرحلة العصيبة واجتزناها لا شكّ أنّ هناك أملٌ من الخروج من عنق الزجاجة…

الصحافي سعد فواز حمادة