المصيدة…

دخل الروسي الى اوكرانيا …
ومنذ اكثر من الشهر لا زال هذا الكابوس يؤرق العالم بتداعياته وآثاره على الاقتصاد العالمي…

عندما أقدم الرئيس الروسي فيلاديمير بوتين على غزو شبه جزيرة القرم، سنة الفين واربعة عشر، كان تلك المغامرة محط انظار العالم، لكن لم يكن حينذاك هناك من مخاوف، ان ضم تلك الاراضي سيكون لها تبعات، وخصوصا ان الانتماء  والولاء لاهالي القرم يعود تاريخيا للدولة القيصيرية، وتاريخيا ساهمت القرم في اكثر الاحيان، بترسيخ دعائم امبراطورية كانت مترامية الاطراف وحدودها عبارة عن قارة كاملة متكاملة…

بعد القرم، أيقن الغرب بأن الاتجاه الى لجم الجموح الروسي، لا بد ان له تبعات، فأحجم، إن لم نقل تغاضى عن انضمام جزء من دولة ذو سيادة، ومعترف بها في الامم المتحدة…

ولكن..
في اروقة القرار الغربي كان الكثير من التوجس من الخطوة الروسية، وأخذ القرار بالتجهيز للخطوة القادمة في حال تمدد هذا التوغل، وخصوصا في إقليم الدونباسك، الذي هو نسخة طبق الاصل عن القرم….

فالولاء ذاته، كما انه يشكل هاجس لطالما أخذ ذريعة لدخول اوكرانيا من أوسع بابها….

هناك كانت المصيدة التي خطط لها بإتقان وتجهيز الكثير  من مقومات التصدي لأي خطة روسية محسوبة…

كانت الاسلحة النوعية تخزن في الاراضي الاوكرانية منذ ذلك الوقت، وكانت التدريبات على قدم وساق، وعمل بشكل دؤوب على البنية التحتية التي تساعد على اطول وقت من التصدي لأي توغل روسي..

كل من يرى المشهد اليوم، يدرك دون شك، أن الاندفاعة الروسية قد ضعفت، وأصبح الاستنزاف يواجه قوات مترامية مع القليل من اللوجستية، وهذا ما استدعى استعمال روسيا ولاول مرة الصواريخ ذات الدفع الذاتي والفرط صوتي!!

حرب المسيرات….
ادخل في المعركة ولأول مرة تلك المسيرات الفائقة الدقة، والتي طورتها تركيا من حوالي العامين وتدعى (بيرقدار)…

فهذه الطائرة غيرت الكثير من المعادلات، فهي تستطيع ان تحلق حوالي اليومين دون ان ترصدها الرادارات الروسية، وفي الوقت ذاته رصد وتدمير الكثير من الاهداف…

تغير المعادلة هذا وضع الجانبين الى التعنت في المفاوضات الجارية في تركيا، والمراوحة هذه تعني استمرار المعركة حتى انجاز يقدمه الرئيس بوتين ويكون دافع للجانب الاوكراني على التنازل….
من منظور الكثير من المراقبين، فالوضع يتجه نحو مفاوضات صعبة وشاقة، مع استمرار النزف والمعاناة!!٠
وسيفضي بالنهاية الى ضم اقليم دومباسك وتقسيم اوكرانيا، مع وضع خطة فصل، يتم من خلال تكوير (نسبة الى كوريا الشمالية والجنوبية) اوكرانيا وتصبح شرقية وغربية…

رب ضارة نافعة….
هنا بالعودة الى الاتفاق النووي الايراني، فسنرى ولادة قريبة له، لحاجة الطرفين الى انجازه، فأزمة النفط وتبعاته تلقي بظلالها على العالم وكذلك أهمية فك الحصار لدى ايرانية له اهمية وأولوية…

فالمخزون الذي تكون فترة هذا الحصار، يعول عليه في سد العجز الذي حصل في السوق العالمية نتيجة أزمة أوكرانية، وسيكون بمثابة حبل خلاص للجميع…
بالمجمل لا زالت آلة الحرب والدمار تدك، ولا زال العالم يقف على حافة الهاوية….
الصحافي سعد فواز حمادة ميدان برس