الهروب من التيتانيك…

من منا لم يحضر ذاك الفيلم الهيليودي الذي أخذ ألبابنا، وشدنا، بتشويقه ومزجه ما بين الدراما والتراجيديا والرومنسية!!

من منا لم يسترعه ذلك المراهق الارعن، والذي جسد روح التحدي والمغامرة في أبهى حللها! وتجرأ أن يغزوا غرف وباحات الترف والمجون الارستقراطي…

فالفتى هذا لم يكن سوى تجسيد لمعاناة وتحكم البيروقراطية في تلك الحقبة، والتمييز العنصري والطبقي، وتحكم الغني والبرجوازي في دفة الحياة حينذاك…

سفينة التيتانيك….كانت تضم جميع فئات المجتمع!…

لكن الفصل فيما بينها، اوصل في النهاية الى المصير الواحد! ولم تستطيع أن تمنع، تلك الحواجز الطبقية ان تقي الغني من مصيره المحتوم مع الذي أفقره….

السفينة تغرق:

ما أشبه حالنا بهذه السفينة اليوم في لبنان…

كانت هناك على متن السفينة فرقة موسيقية تعزف لحن الموت حين غرقها غير آبهة بأحوال الناس على متنها، والهلع الذي اصابهم!!

استمرت المعزوفة وهؤلاء كأن لا شيء يحصل!!

يبشرون جهارا بمثل هذه المعزوفة بسوية الاوضاع، والمركب يسير وبأحسن أحواله! ويجسدون هذه الفرقة بأبهى حللها!!!

فنحن نغرق وهم منتشون بالنصر!!

نحن نموت وهم يعزفون لنا لحن الموت!!

نحن اصبحنا بالقعر….

وهم بمركب النجاة ينظرون الى جثثنا…

ويستدلون علينا….

ربما يأتي من ينتشلنا….

لكن مهلا….

أين انتم من الغرق؟!

فالمراكب لا تكفيكم جميعا….

فهل ستضحون بعضكم ببعض؟!

وهل ستلقون بمن اكثر حملا…ووزنا…وثراء…!؟
أم ستتقاتلون للنجاة بأنفسكم….
لا يا سادة…
المراكب لا تحملكم…
فأوزانكم بما ابتلعتوه وأكلتوه من جنى الناس ستغرقكم…
فأوزانكم لنعتكم…
وستغرقون….
الصحافي سعد فواز حمادة خاص ميدان برس