اللبنانيون…على ابواب انتخابات 2022

في ظل الأوضاع الراهنة والمستجدات الاقليمية والدولية والتطورات المتسارعة التي تتحكم بالمشهد السياسي على الصعيدين المحلي والدولي ، ما هو وضع المواطن اللبناني على أبواب انتخابات نيابية ورئاسية محتملة؟
على أعتاب تغيرات اقليمية ودولية تتحكم بمفاصل الحياة السياسية في لبنان ، يرزح المواطن اللبناني تحت وطأة الاصطفافات والمحاور السياسية التي تسيطر على الواقع السياسي الداخلي والتي تؤثر على وضع لبنان الذي يحرص على أفضل العلاقات مع محيطه العربي والدولي لكن الواقع الذي يفرض حصارا سياسيا واقتصاديا ، يتعارض مع ممارسات غالبية القوى التي تتجاهل الوضع المأساوي والمعيشي الراهن وتخضع لضغوطات خارجية تتنافى مع مصلحة لبنان مما يقوض استقراره وسبل العيش فيه.
ينتظر اللبنانيون الحلول غير عابئين ان كانت ستأتي بقرار خارجي أو نتيجة توافق داخلي ثابت يراعي وضع لبنان في هذه المرحلة الدقيقة .
يعاني اللبنانيون خلال هذه المرحلة الصعبة من انهيار اقتصادي ومالي غير مسبوق في تاريخ الكيان اللبناني منذ نشأته ، فأصبح أغلب سكان لبنان من الفقراء المحتاجين لدرجة العوز والعجز الكلي عن تأمين متطلبات العيش الكريم ، هذا الواقع الصعب يفرض على المسؤولين اللبنانيين أن يتحدوا من أجل انقاذ لبنان وصون كرامة المواطن اللبناني الذي أصبح يتسول أبسط حقوقه من مسؤولين لا يتمتعون بالحد الأدنى من المسؤولية الوطنية والانسانية .
فعلى أبواب انتخابات نيابية ورئاسية محتملة، تضمن تدوال السلطة واحياء الديمقراطية ، يتوقع اللبنانيون بعض الانفراج السياسي والحلحلة الاقتصادية بما يتناسب مع نتائج انتخابات يفترض أن تكون نزيهة وشفافة تضمن محاسبة المسؤولين عن ما آل اليه الوضع المأساوي .
ان هذا الاستحقاق النيابي الضروري حصوله في موعده ضمن المهل والأحكام الدستورية يفرض على المواطن اللبناني المزيد من التحديات فنتائج الانتخابات ان حملت معها أي تغيير ستشكل ركيزة أساسية يستند اليها للعبور نحو مرحلة انتقالية تخفف من وطأة الوضع الصعب .
يأمل اللبنانيون بتغيير مقبول ومتواضع على الصعيد الانتخابي يخفف من حدة الاصطفاف السياسي الذي قسم ومزق وحدة الوطن مما أوصل الوضع الى حافة الانهيار، فلا يمكن لنهضة اقتصادية أن تحصل في ظل هذا الوضع المتشنج من خطاب الكراهية السياسي وعدم الثقة والترهيب والتخوين .
لقد سئم اللبنانيون من المناكفات التي لم تعد تجدي فقد آن للبنان أن ينفتح على محيطه العربي والدولي بما يؤمن مصالحه الاستراتيجية بعيدا عن أي أجندات خارجية تفرض عليه.
لقد حان وقت كسر حاجز الخوف لدى شعب أنهكته الخلافات السياسية ، فالتغيير ان لم يبدأ من الداخل لا يمكن استجداؤه من الخارج الذي لم يعد لبنان على صعيد أولوياته واهتمامه ، يجب أن يعي اللبنانيون حساسية هذه المرحلة فكل مواطن مطالب بتوخي أقصى درجات الوعي بما يضمن وصول صوته الانتخابي بحرية ونزاهة دون الانزلاق الى وحول الرشاوى والمال الانتخابي السياسي الذي لم يعد يليق بشعب كان يلهم الديمقراطية لمحيطه فأصبح الآن يستجدي لقمة العيش.
ينشد اللبنانيون تغييرا حقيقيا من خلال الانتخابات لكن لا تغيير جذري على المدى المنظور فتغيير الطبقة السياسية منوط بتغيير النظام السياسي الطائفي القائم وهذا لا يمكن تحقيقه الا من خلال تغيير القوانين الانتخابية ، الأمر الذي يتبدى غير ممكن في الوقت الحالي .
وتبقى ارادة المواطن اللبناني وصوته هما الفيصل في الاستحقاق الانتخابي المقبل فقضايا التغيير لا يعول عليها ان لم تأت من الداخل أولا قبل الخارج وهذا ما يترقبه اللبنانيون في المرحلة المقبلة وان غدا لناظره قريب.
الصحافية نسرين اسعد شعيب ميدان برس