درجت العادة ان يتداعى النواب الى دراسة قانون انتخابي جديد قبل اقامة الانتخابات بفترة طويلة!
وهذا كان يأخذ حيز كبير، من تحضير ونقاش وسجال، في الكثير من الاوقات…
وعهدنا هذا التحشيد الاعلامي والمناظرات وعروض ( talk show) على المنابر وشاشات التلفاز….
اليوم كلنا يلاحظ عدم الاكتراث بهذا! وتجاهله او تجهيله عن قصد لعدم الجدية في التحضير لاستحقاق، لربما يكون في زهنهم غير قائم!!
كما ان تلك التبجحات والتنظيرات أختفت وبسحر ساحر عن المنابر!
من يراقب كيف يتعاطى هؤلاء بهكذا مسار، لا بد ان يدرك عدم الجدية لإنجاحه! وهذا الفتور ناتج عن كونهم أدركوا أن لحظة التغيير قد آن أوانها، حتى لا أقول قد أزف أوانها…
فالتوجس من التغيير لا بد يؤرقهم، ويدك مضاجع من إستأسر طيلة عقود برقاب االعباد….
سياسة العصا والجزرة…
هنا لا بد أن نقر بالضغوط التي تمارس، ومن خلال التشدد على إقامة الانتخابات وبموعدها، والكثير منه ربط المساعدات بإنجازه بشكل شفاف.
فكلمة الرئيس الفرنسي في استقباله الرئيس ميقاتي شددت على ذلك، كما تم ربط المساعدات والقروض، حتى البنك الدولي طالبهم بتغيير جذري بالتعاطي مع ملفات لطالما كانت من المحرمات الخوض بها، بما فيها جردة عن موجودات المركزي وتسوية الوضع الشاذ في سوق القطع، من خلال تنظيمه ووضع سعر موحد وثابت للدولار…
كل هذه أتت مع التلويح بالعقوبات والويل والثبور وعظائم الأمور! التي ارغمتهم على الخوض بها مرغمين…
الوعد الفرنسي أتى كذلك بحث الدول وخصوصا الخليجية على الدعم، ولكن مشروط بهذه الاصلاحات…
وكلنا علمنا برفضه، كونه لا يلبي ما هو مطلوب…
فالأزمة أعمق من ذلك بالنسبة للدول العربية، وعلى رأسها المملكة العربية السعودية، إن لم ترى نتيجة التغيير التي ستتأتي بها تلك الانتخابات…
فكل الدلائل تشير الى ان ليس هناك جدية حتى الآن، في انتخابات تكون الباب لهذا التغيير…
انما هناك تسويف في تنفيذ هذه البنود!
فكيف بهم محاكمة انفسهم بتحقيق جنائي؟! القاصي والداني يعلم كيف صرفت اموال المودعين! واهدرت في مزاريب الفساد وجيوب المحسوبيات والمحاصصات!!
ان وضع اسس وقانون جديد لتلك الانتخابات، واخضاعها للمراقبة الدولية، وتحت اشراف دوليط، هو المدخل الاساس للتغيير، وعدم اللعب بنتائجها كما درجت العادة، وكي تؤتي أوكلها ويتم التغيير الحقيقي…
حتى ذلك الحين فلا أفق..
وربما يخلق الله امرا كان مفعولا….
لكن اراها بعيدة….
لا انتخابات….
الصحافي سعد فواز حمادة ميدان برس