الخضوع في زمن الخنوع …

 

 

البنك الدولي  وما ادراك ما هو:

هو ذلك التعاضد ما بين رؤوس أموال العالم والسياسات التي تخضع الشعوب لطاعتها واذلالها..

رفع الدعم عن المحروقات…

قرار جيد وكان يجب إتخاذه منذ سنوات عديدة، لما كان له من إستنزاف لأموال المودعين!  واقتطاعه من خزينة الدولة..

لماذا الآن:

أيقن حاكم المركزي ومن سوق له للسياسات المالية التي ارهقت الاقتصاد وافلست الخزينة، بأن لا مناص سوى بالخضوع لمطالب البنك الدولي وشروطه، والقيام برفع الدعم عن اهم مركز هدر، وهو قطاع الطاقة الذي طالما كان مزراب يدر الملايين على اصحاب المنافع والتلزيمات!!

عند قدوم الرئيس الفرنسي الى لبنان بعد تفجير المرفأ النووي، أيقن وبما يدع للشك لديه، أن من يحكم لا يريد أصلاحا! ولا يستطيع ان يقوم بما طلب منه من اعادة هيكلة الكثير من قطاعات الهدر وعلى رأسها وزارة الطاقة، التى توالى عليها الكثير ولم يفلحوا، رغم صرف الملايين على الإتيان بالكهرباء!

ومن خلال درلسات معمقة أجريت قبيل قدوم الرئيس الفرنسي، أجمعت هذه الدراسة على أن لبنان خاضع لسلطة متسلطة تجني الارباح والمنافع من وراء عدم استقامة هذا القطاع! ولما يدر عليهم من الاموال!!

لقد طلب الرئيس الفرنسي اخضاع القطاع لاختصاصيين يتولون الاشراف وعليه، وكانت مبادرته الشهيرة التي من بنودها الاساسية أن تكون تضم إختصاصيين في الموقع، كي يتم اصلاحه وتعافيه…

وهذا ما أجهضه من لا يريد إصلاحه وأفشلوا المبادرة…

إستتباعا لسطوة البنك الدولي أيقن هؤلاء بأنه، إن هم إستمروا على ما هم عليه، فهناك عقوبات قادمة لا محالة…

الاستشعار بالخطر:

لجأ هؤلاء الى سياسة لطالما أتبعت في الكثير من البلدان (التوليتارية) التي عهدناها، بقمع شعبها واركاعهم بلقمة عيشهم، وتجفيف مفاصل الحياة والهائهم بتأمين أبسط مقومات الحياة، فلجاوا الى كارتيلات تحكمت بكل مفاصل وشريان البلد!

فمن النفط الى الدواء الى الكهرباء والى الخ…

كلها شواهد على الاذلال وطوابير الذل…

فرأينا جميعا ذلك الفيلم الهوليودي…

والآن بانت القصة الحقيقية لهذه التمثيلة!

تمثيلية الأزمة كان الهدف منها تمرير رفع الدعم عن النفط، لأنه أستنفذ ولم يعد منه جدوى…

وحتما سنرى السوق السوداء ستزداد شراسة، لأن عدم تنظيم هذا القطاع المتفلت واخضاعه للرقابة، فلن تجدي نفعا كل المعالجات والترقيعات…

رفع الدعم سيكون الشعرة التي قسمت ظهر البعير….

سترون الدولار في سقوف عالية وتستفحل الازمة لما لهذا من مفاعيل كان يجب ان تتدارك منذ امد بعيد…

والاستنجاد بالبنك الدولي:

كالاستنجاد بالرمضاء من النار…

ودمتم لرفع الدعم عن هؤلاء…

الصحافي سعد فواز حمادة  ميدان برس