سعد فواز حمادة خاص Midanpress
هل لبنان هو نعمة لأبنائه أم ان هذا المزيج قد وضعه في دائرة الخضات وعدم الاستقرار….!!
عندما اجتمع اقطاب الاستقلال ووضعوا مدماك بنيان هذا الكيان، كانوا يدركون مدى صعوبة جمع هذا (البازل)، فإستنبطوا ما عرفناه بالميثاقية التوافقية التي ادخلوها بالنظام السياسي لاول مرة في تاريخ انشاء الدول وقوانينها!
فهذا الابداع ومن خلاله تم ترسيخ ما يعرف (٦×٦) مكرر وسياسة المحاصصة الطائفية التي تبنى على شماعة الميثاقية، التي اوردتها…
لا شك ان الديمقراطية في الممارسة هي وجه حسن ومستساغ لكن ديمقراطيتنا مقنعة وفيها الكثير من المغالطات والاستنسابية!
فكيف الجمع بينها وبين الميثاقية!!
لبنان في وجه العاصفة الآن ولا زلنا في مخاض، ولا زلنا نتلهى بجنس الملائكة!
فالازمة الاقتصادية تفتك كما (الكورونا) والكل يعلم مدى خطورة الوضع الذي نمر به.
هذه الحكومة لا شك ستواجه الكثير من العوائق، وستجابه بإسم الميثاقية وستواجه في الشارع وان لم تستطع فعل شيء، وكما سابقاتها، فستكون امام مد جارف لاسقاطها، وستكون وقودا لاستمرارية سياسات المبالاة، ووضع الرأس في الرمال!!
فسياسة النعامة هذه، قد اوصلت البلد لما هو عليه الآن، فالمكابرة بمعالجة المعضلات، وعدم وضع الاطر الصحيحة لها! لا شك ستودي بنا الى حيث اللارجوع، وسنغرق اكثر في دوامة الفقر.
لن تكون مهمة حكومة حسان دياب بالسهلة وسيكون امام معضلة حقيقية في ايجاد الحلول…
المعضلة الكبرى في هذه التركيبة التي وضعت منذ انتهاء الحرب الاهلية في هذا البلد!
فإن استمرت سياسة المحاصصة وال ٦×٦ مكرر، فنحن لم ندرك مدى اجحافنا وغوصنا في الجرح الذي سببته هذه السياسة والعقلية التي درجت عليها هذه الطبقة..
هل النفط هو المنقذ؟!
لا يا سادة….
وان استخرج النفط اليوم، فلن يكون له اي قيمة، ان لم تغيروا في ادارتكم للنظام برمته! وتغيير المنظومة التي ادارت قطاعات، استهلكت ميزانية الدولة وارهقتوها بالمناكفاة والكيدية والتقاسم فيما بينكم….
احد المخضرمين في السياسة اللبنانية، وله باع طويل فيه، قال ان لبنان ان لم يقوم بتشذيب نظامه فهو حتما واصل للانهيار! فتعاضد هذا النسيج (الهليومي) الغريب العجيب لا يستطيع الاستمرار، ان لم يجدد نفسه، وتتداعى جميع الطوائف والمكونات الى مؤتمر تأسيسي، يقوم على مبدأ الدولة المدنية، ويكف يد سلطة الميثاقية والطوائفية، ويبنى على قانون عصري وحضاري.
هنا الرجوع الى دور الثورة في الضغط بالشارع ويجب ان لا تألوا اي وسيلة للتغيير…
فلبنان دخل في النفق، لكن هناك ضوء للخروج منه، وهو استمرار هذه الثورة..
ما نشاهده الآن من تجاذب ليس سوى تخبط وضبابية لمشهد ما بعد ١٧ تشرين!
فهذه الثورة وضعت الكثيرين في مرمى الاستهداف، وعرت اشخاص كانوا في المدى القريب، بعيدون عن المسائلة والتصويب، وهذا سنرى مفاعيله بعد هذه الجوجلة، والتي بالنهاية ستكون مفاعيلها مثمرة…
لن يكون لبنان كما السابق، فالقطار وضع على السكة، وإن هو حرف عن مساره، لا شك الجميع سيسقط، وسيدخل لبنان في المجهول…
الثورة لم تمت….
بل تجدد نفسها….
فاليعي الجميع بأن سلطة الطوائف لم تعد المسوغ لحكم العباد، وما كان سائد لم يعد يجدي، فلبنان يجب ان يخلع الطائفية واصنامها ويسمح لابنائه بدولة تلبي طموحات من انتفضوا في الساحات، وهم الجيل الجديد الذي يعول عليه بالتغيير…
كل الثورات والانتفاضات ولدت من رحم المعاناة والفقر، ولا شك اننا قادمون على وضع صعب سيكون لهذه الثورة زخم، لتثبت بأن الظلم وافقار الناس لا بد له نهاية، حتى ولو كان الثمن باهظ….
سعد فواز حمادة خاص Midanpress