جريمة ٤ اب بين التحليل والتضليل !

لم يكن يوم الرابع من آب سنة 2020 كسابقه من الأيام، ولم يكن مساء بيروت كعادته مفعما بالحياة، لأنه وفي تمام الساعة السادسة من ذلك المساء عصف في سماء العاصمة انفجار لم يشهد العالم بأسره مثيلا له، لأنه انفجار من نوع مختلف ما زلنا نجهل اسبابه …
لم تكد تغيب سحابة الدخان البرتقالي الذي لون سماء بيروت يومذاك، وقبل أن تستوعب عاصمة لبنان الكارثة التي ألمّت بها ، وقبل أن تنتشل جميع الجثث من تحت الانقاض،أو يلملم المصابون جراحهم حتى بدأت التحليلات والتأويلات والنقاشات تتسارع وتتشعّب حول أسباب هذا التفجير اللعين؛ بعض المواطنين صرحوا بأن قبل الانفجار بقليل سمع دوي طائرات على علو منخفض , والبعض الآخر قال : أن هنالك عملية تلحيم كانت تتم قرب العنبر رقم 12 ولكن خلف كل تلك الأقاويل مؤامرة واحدة لا ثالث لها حيكت لتفجير مرفأ بيروت وإخفاء معالم جريمة تسببت بما هو أفظع منها.
نحن نعلم تماما بأن أكثر المؤامرات التي تحاك للبنان مضمونها واحد ونتيجتها واحدة ألا وهي استضعافه من خلال استهداف مقاومته. إنّ مؤامرة الرابع من آب ما هي إلا بازار سياسي رخيص تم من خلاله العبث بدماء الشهداء والجرحى، وبتشريد آلاف المواطنين الابرار الذي لا ناقة لهم ولا جمل سوى أنّهم اختاروا العيش في بلد لا قيمة فيه للانسان ولا احترام للانسانية .
إن ما شهدناه منذ ثلاثة أيام في كمين خلدة ما هو إلا تمهيد للرابع من آب وتحضير من نوع آخر لذكرى التفجير واستهدافا غير مسبوق لحزب الله اخلاقيا وسياسيا، وهذا ما استطاعت الاجهزة الأمنية أن تثبته من خلال القبض على منفذ تلك العملية وشركائه . هذا كلّه يبرهن لنا بأن الذين يريدون تهميش واقع المقاومة ما زالوا يسرحون ويمرحون على أهوائهم دون من يعترضهم أو يحاسبهم لأنهم ودون شك (العبد المأمور ) لجماعات تديرهم من خارج لبنان .
دعونا نعود قليلا لأسباب التفجير ، فإن تعمية ال (FBI) للاستخبارات الانكليزية والفرنسية والألمانية الذين كانوا من أوائل الواصلين للتحقيق فهم حتى الساعة لم يصدروا أي تقرير للتحقيق بما فيهم تحقيقات الاجهزة الأمنية اللبنانية والجيش اللبناني وهذا كلّه يؤشّر أن هناك مؤامرة كبرى لاستهداف حزب الله علما بأننا نعي تماما بأن الحزب لا علاقة له بالمرفأ ومحتوياته فهو يعلم ما في مرفأ حيفا أكثر مما يعرفه في مرفأ بيروت .
إن ذكرى الرابع من آب ستكون مهزلة سياسية من خلال اتهام الحزب فهذا تبرئة للمجرم الحقيقي أولا واستهداف للبنان وسلمه ثانيا واستغلال سياسي رخيص دفع ثمنه بدماء الشهداء والجرحى والمشردين، إلى متى سيبقى المواطن اللبناني يدفع دمه قربانا لمؤامرات سياسية رخيصة .؟
ليندا حمورة ميدان برس