مثلث خلده…

من منا لا يعرفه؟
إنه ذلك المثلث الذي قال عنه شارون، إبان إجتياحه للبنان عام ١٩٨٢:
لقد انتصرت في حزيران ١٩٦٧ وخسرت في مثلث لا يتجاوز الكيلومترات مربع!

ذلك المثلث لا يزال يشكل هاجس وأرق للكثيرين.
فهو ذلك الموقع الاستراتيجي، الذي يربط الاذرع اللبنانية بعضها ببعض، وكذلك وقوعه على الخط الساحلي، الذي يعتبر الخاصرة الرخوة لأي معركة تقدم عليها اسرائيل.

في احد الليالي وفي جناح الليل، أقدمت اسرائيل بعملية نوعية، اعتبرت من افضل عمليات ما يطلق عليه بمجموعة (العمليات الخارجية) وكان حينذاك يقودها الجنرال ايهوذا باراك الذي اصبح فيما بعد رئيس وزراء اسرائيل…

في تلك العملية اقدمت اسرائيل على اغتيال القادة الثلاث من منظمة التحرير الفلسطينية وكان من اهمهم ابو حسن سلامه، الذي اعتبر المخطط الاول لعمليات الكفاح المسلح في تلك الحقبة..

كانت اسرائيل قد أيقنت مدى اهمية هذا الخط الذي ذكرته آنفا، وإستخدمته لإيصال فرقة الكوماندوس تلك، الى حيث وجهتها….

وحققت تلك العملية نجاحا باهرا وبتخطيط متقن، وانسحبت من حيث أتت…

والمنطقة الممر كانت خلدة نفسها…

انا هنا احببت سرد تلك الواقعة، كي أستدل الى أمرين:

الموقع الاستراتيجي لخلده…

الاستهداف واهمية وضع ستاتيكو في المستقبل للعب دور لها من خلال تحشيد بيئة معادية لاستغلالها وتحريكها ايمتا حان الوقت…

وخصوصا انها ارض خصبة للفتنة..

وما وقوعها على خط الجنوب سوى قنبلة بحد ذاتها، قابلة للاشتعال في اي لحظة…

المشكل الذي حصل البارحة ليس وليد صدفة ولا ابن ساعته….

انه تراكمات لا شك جمدت ونجحت الوساطات من قبل الى لجمها…

ولأن اليوم الظروف تغيرت واصبح هناك شد حبال ولا زال ذلك الموقع اكثر الاوراق قابلية لاستعماله استؤنف الدور المنوط بها…

هنا انوه الى العامل العشائري الذي تتميز به خلده قد لعب دور في تأجيج الصراع، ولكن الهدف هو استغلال الدم للدخول بصراع لا ناقة لعشائر خلده به ولا جمل…

فهم ربما ادركوا هذا، وما بيانهم سوى دليل على حكمة العقلاء منهم، كي لا يكونوا كبش محرفة، لصراعات اقليمية لا ترحم احد…

على الجيش ان يبسط سيطرته على تلك المنطقة، ويجرى مصالحات في القريب العاجل حتى تؤد تلك الفتنة فؤ مهدها، ويتك تفشيل المخطط الجهنمي الذي يرسم لها.
الصحافي سعد فواز حمادة ميدان برس