في بلد يعجّ بالطائفية وتغمره المذهبية والتعددية الحزبية لا يمكننا أن نتوقع حلولا ترضي جميع الأطياف، لذا فنحن نشهد صراعات دائمة ولكي يتم التوافق يجب على المواطن أن يدفع الثمن .
مع كل فجر جديد يستيقظ اللبناني على خبر سيئ وهو الذي ينام ويحلم بغد جميل، فبعد مساء لاحت في سمائه نجوم الحلول لأزمة الفراغ الحكومي، وبعد أن بدأ الدولار في السوق السوداء يتراجع وكأنه موصول بحبل خفي مع السراي الحكومي، ها نحن اليوم نستيقظ على قطع طرقات واحتجاجات ورفض شعبوي كبير لتكليف الرئيس نجيب ميقاتي بعد أن رست سفينته على شاطىء التوافق المسلم المسيحي الدرزي بنسبة عالية .
كيف بإمكاننا أن ننتظر رئيسا يشبه طموحاتنا والأفرقاء الذين يتربصون على عرش الوطن هم عينهم، وهل علينا أن نتوقع الخير ممن حرموا المواطن من لقمة العيش وسلبوا منه أحلامه وطموحاته وماله ؟ نحن نعلم تماما بأن الثورات تغيّر أنظمة وقوانين وتقلب معادلات ولكن ليس دائما ولا في دول متهاوية تلفظ أنفاسها الأخيرة كدولة لبنان، ولكن دعونا نلقي نظرة صغيرة على تحليل “برنتون ” فهو قال : إن المجتمعات التي شهدت ثورات أيا كانت نتيجتها ثبت بالدليل القاطع أنها مجتمعات قوية، لأن المجتمعات الضعيفة والمنهارة لا تتعرض للثورات، فالثورات على العكس هي دليل قوة وشباب في المجتمعات، نتمنى أن يكون “بنتون ” قد بنى موقفه وتحليلاته على تجارب شبيهة ومماثلة لتلك التي نشدها في بلدنا .أتمنى أن يكون محقا لربما نستطيع الوصول لأحلامنا وأهدافنا بالعيش تحت سقف وطن حقيقي .
قد يكون الرئيس نجيب ميقاتي قد تغيّر فعليا ولكن هل تغييراته تلك ستتوافق مع رغبات الأفرقاء في السلطة، فجميعهم سيان يسيرون ضمن مجرة خاصة بهم يديرونها على اهوائهم غير عابئين بذلك الشعب الذي أهلكته سياساتهم وحطمّته تصريحاتهم وهشمته أطماعهم وحرقت أنفاسه تضليلاتهم فباتت النتيجة جوعًا محتّمًا وفقرًا ينذر بموت قريب .اعطاء الفرص يجب أن يكون لاشخاص يستحقونها فعلا نتمنى أن يكون اليوم صاحب الفرصة الذهبية جديرًا بمكانته وخائفًا على مصلحة شعبة ووطنه لأنه إن لم يكن كذلك فعلى الدنيا السلام .
هنالك مثل شعبي يقول: (الغريق يتعلّق بقشّة ) ومن منا اليوم لا يعيش الغرق وينتظر فرصة واحدة للنجاة من بحر آسن تعيش فيه الحيتان واسماك القرش ؟ دعونا نعطي فرصة لربما وليتنا نكون مخطئين بتفكيرنا وأن ما يحصل اليوم هو لصالح لبنان واللبنانيين على حد سواء لأننا مللنا التجارب واشتاقت عيوننا لفجر الحرية والعدالة الوطنية .
ليندا حمورة خاص ميدان برس