مع السيول الكبيرة التي تجرف المواطن اللبناني، سيل لا بل إعصار عنيف يلوح في الافق وينذرنا بشتاء يتيم مسلوب الدفء، شتاء الكليريده ألا يأتي لأنهم يعلمون حجم الكارثة التي ستحل بهم فور حلوله. فماذا ينتظرك أيها المواطن .؟
مع كل صباح يستيقظ اللبناني على كارثة جديدة، طبعا الكل يعلم بأن لبنان شارف على الانهيار وهو يعيش أزمة شبيهة بتلك التي تحياهافنزويلا اليوم ، لا أحد يستطيع أن يراهن على نهاية هذه الازمات لأنها موصولة بهيئة سياسية عاجزة عن تحديد مواقفها وغير قادرة علىبرمجة رأسها فكيف باستطاعتها أن تنقذ بلدا بأرضه وشعبه .؟
نعيش اليوم ضمن مستنقع سياسي دنيء، تطفو على سطحه طفيليات يملؤها العهر وتعج بالمصالح وتتكاثر معها الاطماع والسرقاتوالخيانة والكره، سياستنا بالية رثة عاجزة عن تأمين رغيف الخبز لمواطنيها فكيف ينتظر ذلك المواطن حلولا أكبر من حجم الرغيف ؟ أزمةالمحروقات تشتد وتيرتها وتصل إلى حدود اللا معقول، طوابير الذل والمهانة نشهدها أينما ذهبنا، لم تقتصر تلك الأزمة على البنزين فقط لا بلهي أزمة المازوت الذي يحتاجه معظم أهالي المناطق الجبلية في فصل الشتاء، ناهيك عن مولدات الكهرباء التي تحتاج كميات كبيرة منالمازوت والآليات التي تعمل بهذه المادة، فمن ذا الذي سيأتينا بحلول تساعد المواطن على تأمين ما يتطلبه من المحروقات ؟
دولار يتصاعد ويحلّق في سماء واسع وفسيح دون أن يتعرّض له أحد أو أن يواجهه أحد، بتنا نعشق الصدمات التي ترافقنا لا بل اعتادترؤوسنا على تلقيها وكأنها وجدت عندنا ملاذا آمنا للتأرجح، سوق سوداء لا أعلم من أطلق عليها ذاك اللون ولكن كل ما أعرفه بأن الاسود يليقبدولار اليوم وبيوميات المواطن وبهيبة الوطن الذي ما عاد يصلح لأن يكون وطنا . ما الذي يصيبنا اليوم كمواطنين وما بالنا نغطّ في نوم عميقوكأننا نعيش قصة أهل الكهف؟ نحن في القرن الواحد والعشرين والعصور القديمة قد مرت منذ آلاف السنين فما بالنا نناديها ونطلبهاوندوس على التطورات التي أنتجها الفكر البشري وأخذت منه الكثير من الكد والتعب والشقاء فهل من الممكن أن ننساق كقطعان من الماشيةخلف عقائد سياسية لا ترحم ؟ يا شعب لبنان العظيم أرجوك لا تغض الطرف أكثر عن الواقع واستفق من غيبوبتك لأن مستقبل وطنك بينيديك فاطلق له العنان .
فصل الشتاء يقترب منا بسرعة البرق، لا دواء ولا قدرات شرائية ولا مازوت حتى الحطب الحصول عليه يستلزم مبالغ طائلة، إنها كارثة حقيقيةتنتظر المواطن وخصوصا أولئك الذين يعيشون في المناطق الجبلية الباردة، فكيف بإمكانهم تأمين التدفئة لعائلاتهم ؟ نحن نصرخ ونناديولكن هل من سميع ؟ هل من أحد ينظر إلينا بطرف عينه ليشاهد حجم المعاناة التي نعانيها ؟ اسئلة كثيرة نطرحها على من آذانهم أصابهاالصم وعيونهم أصيبت بالعمى ومع كل هذا ورغم أنهم دمى متحركة علينا أن نناشدهم لأن الحجارة أحيانا تنشق وتخرج منها الينابيعوالانهار لتروي عطش الارض، فهل من أحد يروي عطش الشعب اللبناني .؟ سارعوا ايها المواطنون إلى تأمين الحطب لربما يكون دافعاجديدا لاشعال فتيل الغضب .
ليندا حمورة ميدان برس