بعد رحلة شاقة لطلاب الصف الرابع المتوسط، ها هو اليوم المنتظر قد أتى باعلان من وزير التربية طارق المجذوب بإلغاء الامتحانات الرسمية لتلامذة الشهادة المتوسطة والابقاء على إمتحانات الثانوية العامة .
لم تكن هذه السنة كسابقها من السنين على التلامذة بشكل عام وتلامذة الشهادات الرسمية بشكل خاص، حيث أن التعليم بات بحلّة جديدة وفريدة من نوعها خصوصا أن لبنان يعيش أزمات متتالية بين سياسية واقتصادية ومرضية، أشكال تعليمية جديدة حلّت على الطلاب لم يعتادوا يوما عليها فكان التعليم عن بعد ضيفا جديدا يستقبله التلامذة بشغف، ولكن الكثير منهم تعامل مع هذا الأمر بلا مبالاة وعدم اكتراث .
قرارات وزارية بالجملة، بعضها صائب وبعضها خائب والبعض الآخر رهن التجارب، منذ بداية العام الدراسي ونحن نسمع وزير التربية يقول : الامتحانات الرسمية ستتم في موعدها ولن تلغى أبدا, ربما هذا الأمر أعطى حافزا قويا للتلامذة لمتابعة دروسهم والسعي نحو النجاح . كثر هم الذين اعترضوا على تصرفات وزير التربية وقالوا أنه غير جدير بمركزه ولكن من يأخذ دوره ومكانه سيتصرّف بالطريقة نفسها لأنها الانسب للحفاظ على المستويات التعليمية في بلدنا.
بعد تصويب أذهانهم لكل مؤتمرات وزيرالتربية ها هم التلامذة اليوم يتنفسون بحريّة وسعادة ولكن هذه السعادة لم تشارك من هم كفوئين وجديرين بالشهادة، إذ أننا نشهد شريحة كبيرة من التلامذة أحزنهم قرار اعطاء الافادات لأن طمعهم كان بشهادة تقديرية ترفع باسمهم عاليا نحو سماء المجد ربما ظلمهم هذا القرار ولكن ليس باليد حيلة على أمل أن يتابعوا دراستهم ويأخذوا شهادة التفوّق في المرحلة الثانوية .
يبقى السؤال اليوم هل ستلغى الشهادة المتوسطة نهائيا أم أنها ستبقى ؟ وهل سيصدر قريبا قرار آخر من وزير التربية بالغاء الامتحانات الثانوية ؟ إنه ضياع يعيشه التلامذة في ظل زحمات كارثية تحل على المواطنين واحدة تلو الأخرى، آخرها زحمة البنزين التي أخذت حيزا مهما من حياة المواطن وبات رهن طوابير يومية قد تودي بحياته .
جميلة كلمة نجاح والأجمل أنها أتت في وقت مظلم علّها تنير قلوب الناس وتعطيهم قسطا صغيرا من السعادة التي باتت شبه مفقودة في وطن أخذوا منه كل شيء حتى الأمل بات فقدانه قاب قوسين أو أدنى, لكل الناجحين اليوم نقول ألف مبروك على أمل نجاح طلاب الشهادات الثانوية, وأمل آخر بنجاح السياسيين بتأليف حكومة تنزع فتيل الانهيار وتخلّص المواطنين من شبح المجاعة الذي بات على أعتاب الوطن .
ليندا حمورة ميدان برس