في وضع مأساوي كوضع لبنان اليوم يُفترض أن نستمع إلى صراخ وعويل من كافة المواطنين على كامل الأراضي اللبنانية، ولكن الدهشة تأخذنا إلى واقع مختلف لا نعرف فحواه ولكن كل ما يمكننا قوله أن (اللبناني ما بيوقع ) .
فساد مستشري اقتصاد طاحن أزمة دواء ومحروقات جميعها لم تخترق نفوس اللبنانيين ولم تردعهم عن رغباتهم وحبّهم للحياة، ربما وجود المغتربين والمساعدات التي يتلقاها ذووهم كفيلة لسير أمورهم واستمرارهم بالبقاء، ولكن هل هذا هو السبب الرئيسي؟ مؤكد لا لأن اللبناني أينما وُجد وُجدت الابتسامة والحب والعطاء والكرم والنخوة والرجولة والشهامة …
في الأمس قررنا فريق عمل ميدان برس أن نقوم بجولة ميدانية على بعض المطاعم في منطقة البقاع ونستطلع معا الظروف التي يعيشها أصحاب تلك المطاعم فوجدنا بأنها تأثرت كثيرا من التغييرات التي طرأت على أسعار اللحوم والدواجن والخضار والفاكهة وغيرها ولكن هذا التأثير لم يخفف من استقطاب الناس إليها لا بل على العكس فهي تستقبل ربما أعدادا أكثر من قبل بكثير على الرغم من غلاء الأسعار فماذا يعني هذا برأيكم ؟
لم نكتفِ بهذا القدر بل قررنا الاتصال ببعض المنتجعات السياحية لنخبرهم بأننا نريد أن نحجز ليوم أو يومين من الشهر القادم وهنا كانت المفاجأة الكبرى حين جاء الردّ : لا مكان شاغر لمدة شهرين طبعا كانت الدهشة كبيرة ولكنها جميلة لأنها تعطي أملاً جديدا بأنّ الوطن ما زال بخير وأن الناس لم يموتوا جوعاً مثلما اعتقدنا فهل هناك عصا ساحرة تغيّر مجريات الأوضاع بين لحظة وأخرى وتستطيع أن تبدّل أحوال البشر ؟
لم نتوقف عن التحقق والاستفهام فتابعنا عملنا وانتقلنا للاتصال ببعض العيادات الطبية المخصصة للتجميل والتي تعتبر العيادات الوحيدة التي تأخذ معايناتها إما بالدولار الامريكي أو بما يعادله من سعر الصرف اليومي بالليرة اللبنانية، أيضا اتصلنا بعدد من العيادات لأخذ موعد وهمي وكان الجواب : نأسف لأنه لا يوجد لدينا أي موعد قبل شهر ! فمن يستطيع أن يشرح لنا مجريات تلك الأمور ومن ذا الذي سيرشدنا إلى حقيقة واقعنا ؟
قد يكون الأمر صعبا ولكن الواقع مغاير فلنأخذ من الكوب نصفه الملآن وننظر إلى مجريات الامور بعين الأمل والإيمان ولنردد دوما بأن الغد أجمل والحياة لن تتوقف على أعتاب الحزن أبدا فهي مستمرة ونحن معها مستمرّون.
ليندا حمورة ميدان برس