وهل بالبنزين يحيا الانسان!!

‎عندما أقدمت إسرائيل بحربها المشؤومة سنة ١٩٦٧ وبما عرف لاحقا (بالنكسة) كان العرب لديهم أمضى الاسلحة في أيديهم!

‎لكنهم لم يستعملوها في تلك الفترة،  مع ان وضعهم كان يستوجب ذلك..

‎وكلنا يعرف كيف خسر العرب الضفة وسينا والجولان،  ومنينا بخيبة أمل واصبحنا نمني النفس بالانتصار…

‎جاء يوم الخامس من حزيران كي ينتقم العرب من الهزيمة، وساق لهم قائد فذ وملك حكيم إستطاعوا بتكاملهم أن يستردوا ماء وجه العرب…

‎كان الملك فيصل في تلك الحقبة يدرك ان السلاح الامضى في يديه، واستطاع ان يستعمله في الوقت المناسب، فما كان منه الا امتنع عن تصدير النفط واطلق عبارته الشهيرة (السلاح القاتل في يدكم وسلاح النفط في يدنا)….

‎وهكذا أستعمل النفط ولأول مرة وسيلة ضغط في معركة لطالما تمناها الكثير منا كي ترجع كرامة استبيحت في نكسة..

‎أردت أن أسرد هذا كي أشير الى  ان ما نواجهه اليوم في لبنان من شح لمادة أساسية تلعب دور في ضخ الحياة في شريان أي معركة، إن كانت معيشية او تدخل في دهاليز السياسة، فهيllفسيكون انعكاسها كبير وكارثي على مجتمع لا يقوى بعد على التحمل والجلد، في حاجياته ومقومات استمراريته. .

‎اللعبة قذرة

‎من يظن ان تجفيف هذا المورد سيرتد عليه، وسيخيب امله، ولو جنى المال الكثير، فالإحتكار لهذه المادة لا شك تحت رعاية (كارتيلات) خبرناها وعرفناها ظهرا عن قلب، وهي لا تألوا جهدا بإستغلال معاناة هذا الشعب وشظف معيشته لجني الارباح وتكديس الاموال….

‎الحذر الحذر…

‎إن التلاعب بهذا، إن كان بالدواء او النفط ام الاستشفاء، هوا ذلك السلاح الذي ذكرته في المقدمة، فهو إن نضب سيكون وبالاً وبلاءً، ومن يظن ان هذا الشعب سيركن لذلك فهو واهم….

‎فلا تلعبوا بنار الوقود كي لا تحرققكم. 

‎أما إستغلال هذا النفط بتهريبه عبر الحدود وجني فارق التسعير! فلا بد من المسؤولين هنا ان يعوا بأن ما يبدد هو أموال المودعين والناس التي آمنت ببلدها واودعت اموالها فيه! وليس ليأتي الوقت التي تذهب من جلابيبهم لتصب في مصب آخر!!

‎وليس كي نصل الى ثمن النفط يعادل راتب موظف!! 

‎هل تتدركون ما أنتم فاعلون….

‎ان هذه اللعبة بتجفيف الدعم وتحميل المواطن احمال ينوء عن تحملها!! لهي قمة التملص من المسؤولية!

‎فأين البديل الذي أوجدتوه كي يستغني هذا المسكين عن السيارة! وأين وسائل النقل والقطارات وشبكة الطرقات والباصات!!؟

‎لا يا سادة فلعبة النفط خطرة….

‎وأقول …نعم يحيا الانسان بالنفط….
الصحافي سعد فواز حمادة ميدان برس