هل ينتصر الموت على من إرادتهم هي الحياة ..؟

شبح البؤس يخيّم على اللبنانيين، وثورة الجياع تتحضّر لتنطلق في القريب العاجل، سلّم النجاة قطعت أدراجه وخشبة الخلاص معلّقة فوق كرسي حكوميّ فارغ، الكل يترقّب لحظة الولادة الموعودة ولكن على ما يبدو فات الأوان لأن رحم الأم قد استؤصل من جذوره والحمل أضحى معجزة حقيقية …
باتت ثقة المواطنين معدومة بحكام عدمونا إعداما جماعيا، وباتت أيضا ثقة الدول المجاورة مهشمة في بلد خانته المواطنة والعيش المشترك، خانته الديمقراطية والتبعية والطائفية، خانوه الأحزاب والرؤساء والنواب والوزراء. من ذا الذي سيسند جرّة مكسورة وهو يعلم حق المعرفة بأن محتواها فارغ ؟ ومن أين يأتينا ذلك المخلّص الذي سيعيد تركيبة وطن برمّته ؟
خطابات ومشاورات وتصريحات جميعها تدسّ السم في العسل، فيا أيها الذين وهبناكم الولاء وبتّم علينا حكماء، اليوم نريد إخباركم أن أرواحنا هي من روح الله وهي الأسمى والأجلّ، نرى اليوم سموّنا ينازع دنوّنا ودنوّنا ينازعه سموّنا، ونحن بينهما نسرّ الأسرار أو نشق عنها الأستار، ونسجد لله سجدة ونقترب من الشيطان خطوة فيا من اعتبرناكم قدوتنا وسلمناكم أمّتنا عودوا إلى رشدكم وتصرفوا بوعي لأن إرادتنا وصبرنا باتوا أشلاء فإما استعادة الحقوق وإما سيغرق وطننا بالدماء .
طرفة عين وأخرى يخلق الله ما يشاء وأنتم لا تعلمون، فلم نحبس أنفسنا وأنفاسنا, ولن نقيم الجدران ونسيّج أرواحنا بشوك الأسلاك، ها نحن نقف بكل قوّة لنكسر حواجز الذلّ والمهانة، نقف لنقول لجميع الأقاليم والمحاور لم ننتظر لينزل الله عليكم آية الشفقة والرحمة ولا تنتظروا منا إعلان الهزيمة، صحيح أن طبقتنا السياسية فاسدة ولكن فسادها لا يعادل ضمير مواطن واحد شرب من ينابيع لبنان العذبة وتغذى من خبز الكرامة والمقاومة والانتماء للارض والعرض .
وطننا اليوم ذبيح بين الوريدين, طريد أمام العينين، شريد غيلان المال والجاه، شريد من قسّموه مذاهبا وطوائفا واقتسموه مغانم، فمتى ستعود بندقيتّه درّة التاج فيه ؟ ومتى سيصبح هو الحاكم والحكم لا الهوى والأهواء ؟ متى سيعاقب من اتخذ النفط الها فأمره بالفتنة قرآنا ؟
للاسف نحن نعيش في زمن النفاق, زمن كلما توحّد فيه لسان أفعى مع سمّ البهتان الناقع سادت الأضاليل، لكننا سنمعن بناءا لسدود الصدق لتوقف انهيارات الأمل وسننزف من مرّ ايامنا بلسما لكل جراحات الغد، وسنستعيد بكلمات الله التآمات من شرّ خلقه وشرارهم، وسننسج لأنفسنا من ضعفنا قوّة من حق ونغزل حقا من قوة،وسنحيا كما نريد نحن لا كما يرسمون حياتنا .

خاص ميدان_برس ليندا حمورة