هل ننتظر تعبيد الطرقات من عابدي المال والسلطة .؟

في ظل تلك الأزمة الخانقة التي يعيشها وطننا لبنان، هنالك عدة أمور تزيد الطين بلّة لا بل هي سببا من أسباب الحوادث اليومية والموت المحتّم .
اللبناني مواطن يعشق الحياة والحريّة، يهوى المغامرات وزيارة القرى البعيدة، ربما مساحة هذا الوطن جعلت منه مزارا لكل من يهوى الغوص في معابد الجمال . اليوم باتت المغامرات صعبة نظرا لحال الطرقات من “مطبات وحفر وانزلاقات …” بما معناه إذا أراد مواطن من البقاع زيارة بيروت فما عليه إلا أخذ نفس عميق لأنه سيتكبّد مشاقا كثيرة وبعدها سيخسر أجزاء من سيارته هذا إن عاد سالما معافى دون حادث مرتقب .
وهذا ليس حال طريق البقاع بيروت فقط إنّما حال طرقات لبنان جميعها باستثناء معاقل السياسيين السلطويين الذين يتغذون من دم المواطن ويفترشون قصورهم من تعب الأنقياء والشرفاء .
إذا سألنا أشخاصا قيمين على المناطق ماذا يتوجّب علينا فعله من أجل تعبيد الطرقات وإلى من سندلي بأصواتنا يقول لنا : ” انطروا شوي ما الانتخابات صارت قريبة ” يعني سرقة عالمكشوف ..! المضحك المبكي أننا نعي تماما تاريخ لبنان وحكامه والمسؤولين عنه غير أننا نعيد للتاريخ عاره مع كل فرصة انتخابية جديدة ونختار الاسماء عينها، فهل من مواطن اليوم واع لما ينتظره في المستقبل القريب .؟
ثمة عواصف دموية تطيح بالمواطن وتجعل منه ريشة في مهبّ الريح، صرخة تلو صرخة وجرح يليه جرح وليل موحش بعتمة موجعة وبخوف من صبح يحمل أخبارا بائسة كتلك التي تعترينا مع كل فجر جديد . المواطن بات يبحث عن أمان مفقود وعن جرعة حلوة تزيل من فمه آثار العلقم الذي بات خبزه اليومي . هذه ليست قصة من قصص ألف ليلة وليلة إنما هي حقيقة مؤلمة لشعب يحمل هوية لبنانية .
كل الطرق تؤدي إلى بيروت ولكن ماذا سنفعل إذا كانت كل الطرق وعرة ولا حياة لمن ننادي ولا ضمير حيّ في بلد حيتان المال والسلطة، بلد الجمال سلبوا منه شرايينه الحيّة حتى بات جثّة هامدة تنتظر من يحمل جثمانها ويدفنها بعيدا عن هذا الطاقم السياسي العفن؟! أيعقل أن يستعاد النبض لقلب هذا الوطن ؟ وهل من وميض من الأمل ينتظرنا ؟
ما علينا فعله اليوم هو التكاتف والتضامن من أجل انقاذ ما أمكن انقاذه كي لا نخسر وطننا ونبقى دون هوية ونطوى كما طويت حضارات كثيرة من قبلنا، أهو أمر صعب إلى هذا الحد ؟

خاص ميدان_برس ليندا حمورة