التأقلم عادة والتغيير سيادة …!

تغير الزمان أم نحن من تغيرت حياتهم ..؟

في عصر التكنولوجيا والعلم أصبح اللبنانييون يعيشون في عصر يشبه العصر الحجري لا كهرباء وكذلك تقنين في الاشتراكات التي من المفروض أنها البديلة عن مؤسسة الكهرباء ماذا سيجلبون للشعب بديلاً عن الكهرباء وبديلها …؟

الدواء مفقود فأصبح اللبناني يستخدم مجموعات الواتساب (WhatsApp) ليبحث في كل المناطق عله يجد الدواء المطلوب هل نعود إلى دواء الأعشاب وإن عدنا كم من طبيب أعشاب يدعي أنه خبير هو حقاً طبيب باحث وخبير …؟

أصبح الشغل الشاغل للبناني البحث عن ما ينقصه وهل ينقص اللبناني شيئاً أكثر من الحياة..؟
نعم اللبناني يبحث في الحياة عن حياة فلا شيء مؤمن له ليعيش إنسان طبيعي في وطن لم يعد فيه أي شيء طبيعي …!

هل تأقلم اللبناني على الوجع أم أصبح مخدراً من كثرة الوجع ..؟
هل أصبحت مشاهد الذل طبيعية عند الناس…؟
مشهد الأطفال المشردة في الشوارع والعائلات التي تنام على الأرصفة … مشهد الإزدحام على محطات الوقود … مشهد العتمة في الشوارع والمنازل وحتى في بعض الدوائر الرسمية غير أن أغلب الدوائر لا يوجد فيها حتى أوراق لمعاملات المواطنين والطوابع التي يبحث عنها وكأنها من المجوهرات النادرة الوجود … مشهد شارات السير المعطلة على الطرقات ولا نجد لا شرطي سير ولا شرطي بلدية يسير السير ليبعد الحوداث التي تتكاثر وضحايا تزدات يوماً عن يوم أكثر من كثرت الإستهتار بالأرواح …
مشهد النفايات على الطرقات وفي كل مكان الروائح الكريهة على واجهة لبنان “المطار” ومشاهد مشاهد من الذل لا تنتهي …!

وإن تكلمنا عن المشاهد الغير مألوفة وغير الإنسانية لا ننتهي كل يوم مشهد ذل جديد وبعد أسبوع يصبح مشهداً عادياً وكأن اللبناني هوايته التأقلم على كل شيء …

ماذا ينتظر الشعب بعد لينتفض ويصرخ كفى…؟

وطننا لا يعاني من الفقر بل يعاني زيادة في اللصوص الذين نهبوا الوطن والمواطن ولكن … ما دام المواطن يتأقلم بنظرهم فهو مازال يتحمل أكثر وأكثر …
أيها المواطن إن استمريت في صمتك ورضوخك للأمر الواقع فستستمر حياتك من سيء الى أسؤ كل يوم … !

لكل مواطن يسألني أين الشعب …؟
أنا أجيب كل فرد الست أنت من الشعب ؟
برأيي شعبنا شعب إتكالي كل مواطن يتكل على الاخر ليطالب وينتفض عنه ليستعيد له حقوقه وحقوق كل المواطنين …
شعب إتكالي يتكل على أحزابه وزعمائه ليحسنوا عليه بالمواد الغذائية أو تسديد فاتورة استشفائه أو دفع أجار بيته أو أو …
بالمقابل فليهدر حقه وحقوق أولاده وليباع الوطن لا يهم المهم أنه يتوسل حقه فيحصل على الفتات منه …
حتى التفكير شعبنا بغالبيته لا يفكر يتكل على ممثل عنه ليفكر بالنيابة عنه ومن يفكر عنه يفعل ما يناسبه شخصياً وينفعه ويزيد من ثروته وقصوره … المواطن لا يكلف نفسه حتى أن يحاسب من وكله عن الفشل والتقصير في مهامه …
غير أنه إن تكلم يتكلم ما يسمع يدافع لأنه لا يستمع إلا للجهة التي ينتمي إليها .
عنصريا ويتهم الاخرين بالعنصرية هو طائفي وينكر تحيزه لطائفته متحزب أعمى ويتكلم على أنه وطني وإن أخطأ حزبه فهو سيحاسبه…
غير صحيح عزيزي المواطن أنت لا تكلف نفسك حتى في البحث عن من أوصلك إلى ما أنت عليه لا تكلف نفسك أن تنتفض وترفض الذل حتى لا تتكلف لتتذكر أنك من أرض الكرامة من الشعب العظيم أنت من الشعب الذي يتباهى بكرامته ومستعد للشهادة دفاعاً عن الأرض والعرض والكرامة.
كرامتك مست إن لم تداس تحت أقدام من أنت وكلتهم ليهتموا بوطنك وحياتك ومستقبل أولادك ولا تحاسب أنت لم ولن تحاسب لأنك مقتنع أن من وكلتهم على حق وغيرهم الباطل لم ترى ولن ترى أن جميع المسؤولين على طاولة واحدة يتحاصصون عليك.
والاخرين أيضاً مسروقين ولكنكم منقسمين ومختلفين على استرجاع حقوقكم … أعرف ان كل مواطن موجوع ولكن متى تستفيق وتجعل من الوجع قوة لتستعيد حقك وحق أولادك أقله كي لا يسرق مستقبل أولادك كما سرق عمرك وسنين شبابك كي لا تسمح أن يعيش أولادك كما عشت أنت …متى سنشهد لوحة التغيير الحقيقية ونرى الشعب كله دون أستثناء في كل مكان من لبنان حقاً خالعاً ثوب الطائفة والمذهب والحزب وصارخاً بصوت واحد “هيهات منا الذلة” …؟

إلى أن يأتي ذاك اليوم نصيحتي لكل مواطن لا تتأقلم مع الظروف المفروضة عليك أرفضها واسعى لتغييرها … لا تستسلم للوجع فالوجع يقوي من يريد الحياة ويتغلب عليه بقوة الحياة…
لا تموت في الحياة وتقنع نفسك أن بعد الموت حياة أبدية … عش الحياة بحياة ودع ما بعد الحياة لرب الكون فهو وهبنا الحياة لنعيشها ونترك بصمة علم وبصمة جمال على الأرض لمن يأتي بعدنا لتبقى الأرض لوحة خضار ترمز للحياة لم يعطنا الأرض لندمرها ونعيش عليها أمواتاً …!

خاص ميدان_برس مارسيل راشد