من يغوص في تاريخ لبنان سيجد حتما دلالات واضحة على وحشية وعنجهية بعض السياسيين الذين نسوا أنهار الدم التي سالت بسببهم وتناسوا تلك المجازر التي اقترفوها في صبرا وشاتيلا عام 1982وراح ضحيّتها آلاف القتلى والجرحى بين رجال ونساء وأطفال أغلبيّتهم من الفلسطينيين ولكن من بينهم أيضا لبنانيون …
هذا البلد الصغير بمساحته يحوي الكثير من العملاء الذين يعارضون نهج المقاومة ويعملون دوما على تشويه صورتها ومسارها ووجهتها، هؤلاء هم صورة واضحة من صور (الصهيونية ) المتموطنة على ارض لبنان، فلا تغرينا بضع شعارات رنانة يطلقونها لتضليل واقعهم ومآزرهم الرئيسية التي لا تمت للوطنية بصلة، لا بل تتبع لتعليمات وتوجيهات “صهيوغربية” هدفها واضح وهو تفتيت السلم الأهلي .
رأينا منذ يومين بعض الشبان الذين لا يعرفون من العروبة إلا اسمها يحرقون العلم الفلسطيني ويمعنون بفعلتهم وكأنهم يحرقون علما للعدوّ ولكن نحن نعلم تماما بأن العدو بالنسبة لمثل هؤلاء ليس إلا المقاومة ونهجها ومسارها، فهم لا يعتبرون (اسرائيل ) عدوًا لهم لأنهم يعلمون حجم المحبة التي يكنّها أسيادهم “لليهود” هذه المهزلة علينا أن نتعامل معها وكأننا (لا نسمع ولا نرى ولا نتكّلم ) لأن العبث في جدل الجهالة سيد الموقف لذا فلنكن حكماء دوما في التعامل مع القذارة فالكلاب تنبح والقافلة تسير .
اليوم وبعد الانتصار الكبير الذي حققته غزة تضاعف هاجس العدو وتضاعفت معه تلك الجماعات التي تدعمه بغطاءات وطنية، وبات الخوف والقلق يهزّان عروش العملاء والمتصهينين وجميع الحاقدين على المقاومة، وبات الخطر الأكبر يطرق أبواب جميع المطبّعين من الدوّل العربية، فالعروبة والمقاومة وجهان لعملة واحدة أما الأعراب فهم حالة استثنائية منبثقة من عالم المصالح والمآزر والأهداف ولكن يبقى الهدف الرئيسي لكل وطني حرّ هو تحرير القدس الشريف ودحر (اسرائيل ) .
خاص ميدان_برس ليندا حمورة