متى ينتهي طابور الذلّ أمام محطات الوقود ..؟

تراكمت الأزمات وتوالت المصائب واللبناني ما زال يحبس أنفاسه ويسير وفقا للتيارات السياسية الحاكمة، لكن متى ينفجر المواطن ويفقد رشده؟ مسألة باتت على قاب قوسين أو أدنى؟ .
‎مرحلة هي الأصعب منذ تاريخ لبنان فكل الأزمات اتحدّت وشكلّت فريقا شرسا، كل يوم يقذف كرة جديدة في ملعب المواطن ويتركه في مرحلة الهجوم دون من يسانده ويدافع عنه . وكيف بمهاجم يريد أن يضع كرته في مرمى مغلق من كل الاتجاهات ؟ أنضحك أم نبكي, أنواسي أنفسنا أو نعزَيها؟ لا وقت للوقوف على الأطلال اليوم لأن الحالة مذرية والصبر ضاق ذرعه منا وبتنا على شفير الضياع .
‎كم هو محزن ذاك المشهد الذي نراه بشكل يومي على محطات الوقود، وكأننا نتسوّل (البنزين ) ! في سؤال وجهناه لأبي أحمد ذلك المسن الذي رأيناه يحبس أنفاسه في سيارته منتظرا دوره الذي ربما لن يأتي لأنهم وفجأة يعلنون انتهاء الوقود سألناه : ما رأيك بهذا الواقع ؟ فأجاب بنبرة حزينة : ( والله بعمرنا ما عشنا هيك ذلّ ولا شفنا هيك ايام سودا ما بدنا الا نربّي اولادنا، يحلّوا عنا ويريحونا منهم لأن خلص طفح الكيل ) حال أبي أحمد هو حال كل لبناني شريف .
‎أزمة مرتقبة في الأيام المقبلة ألا وهي انقطاع التيار الكهربائي، نتساءل اليوم هل ما نعيشه هو تحدٍّ أو ضريبة ندفعها لقاء ما تحملناه على مر السنين؟ أين نحن من تلك التطورات التي يشهدها العالم وكيف سيقطعون التيار الكهربائي عن بلد ولد فيه “حسن كامل الصّباح ” نتساءل أيضا أين هو صاحب المقولة الشهيرة ( الليرة بخير ) وهل ما زال متأملا بالخير في ظل هذه الظروف ؟ أوليس هو ومن لفّ لفيفه سببا من اسباب هذا الانهيار الكبير الذي يشهده بلدنا لبنان ؟
‎لا يمكننا الاستمرار في الغرق، وتشكيل الحكومة اليوم هو أولى الخطوات نحو شاطىء الأمان, المماطلة والتسويف ليسا إلا أمرين سيوديان بحياة المواطنين نحو الهاوية وهل دولتنا تريد الإمعان بتذليلنا وقهرنا وقتلنا ؟ أوليست مصلحة هذا البلد تنبع من مصالح شعبه ؟ في كل يوم ترتفع أسعار السلع الغذائية وكل أسبوع ارتفاع ملحوظ لاسعار المحروقات هذا ولن نذكر السوق السوداء التي يفرضها أصحاب المحطات على المواطنين إذ بات سعر صفيحة البنزين عند بعض المحتكرين 90000 ليرة لبنانية للتنكة الواحدة وهذا الأمر يجعلنا نتساءل أين المسؤولين من حماية حق المواطن ؟
‎ربما الشتاء المقبل علينا سيكون كارثيًّا بامتياز ومسألة التدفئة خصوصا للفقراء ستكون حلما لا يمكن تنفيذه أي أننا سنشهد فاجعة خطيرة إن استمر الوضع على ما هو عليه وذلك بسبب فساد الدولة واستخدام ملفات الفيول في مناكفاتها السياسية ورفض تلك الطبقة الحاكمة لخيارات بديلة عن الخيارات القائمة حاليا لاهداف سياسية أيضاً فمن ذا الذي سيأتينا بعصاه السحرية ويوقف هذه المهزلة التي يعيشها المواطن ويغرق في بحرها .
‎يبقى المواطن اللبناني متأرجحا بين أزمات وطنه منتظرا مدّ يد العون ولكن للاسف حتى الاعانات في هذا الوطن تسرق وتنهب فما علينا فعله هو انتفاضة حقيقية لا لون لها ولا شكل ريثما نلقى نتيجة مرجوة

خاص ميدان_برس ليندا حمورة