هنا القدس أو بيت المقدس أو أولى القبلتين لا يهم ماذا نسمّيها المهم أنها تلك المدينة الصاخبة الصامدة، تلك هي القضيّة التي تحاول (اسرائيل ) انتزاعها وتحويلها إلى مدينة متأسرلة، هنا مهد الحضارات وأرض النبوات ونبض المقدّسات، هنا الموضوع ومنها وبها سيستعيد العالم الاسلامي والمسيحي مجدهما .
مَن راهن على سقوط القدس فهو واهن وضعيف ولا خبرة لديه بما تحويه هذه الأرض من بشر شربوا مياه الطّهر وتغذوا من خبز الكرامةوالشرف، وترعرعوا على حبّ العطاء، حتى باتوا كأشجار الزيتون أقوياء صامدين لا يهابون الموت ومستعدين أن يفرشوا أجسادهم دروعا ضد أي محاولة لانتزاع حقوقهم واغتصاب أرضهم .وكيف يراهنون على مدينة هي أرض الاسراء والمعراج ومهد السيد المسيح؟.
هنا ترى الأطفال والنساء والشيوخ يمتشقون الحجارة ويَعبرون حواجز الطغيان المنتشرة في كل حدب وصوب، أجل هنا أطفال لا يهابون الموت ولا تعنيهم معاهدات الذلّ التي تُحاك تحت طاولات الدول العربية، هنا المشهد مختلف تماما حيث لا وجود للعار ولا تشويه للحقائق ولا تضليل للعناوين فكل حيّ يروي قصة مقاوم دفع دماءه قرباناً للنصر وان لم يسجّل هدفا مرجوا فهو حتماً شهيد الحق .
ما يحصل هنا اليوم أي في القدس الشريفة ليس إلا محاولة جديدة لجسّ النبض الفلسطيني وعملية احصائية تستطيع من خلالها (اسرائيل ) تحريك جيوشها ورسم خارطة الهجوم، ولكن هنا كانت الصاعقة الكبرى كانت حين أيقنت (اسرائيل ) أن الفلسطينيين ليسوا كومة قشّ إنما هم جبل صلد، شعب متجّذّر في هذه الأرض لا يقتله الخوف ولا تعمي بصيرته الحقيقة ولن يرضى بالذل والعار هنا فقط وجدت (اسرائيل ) نفسها عاجزة عن التقدم إلى الأمام وهي أيضا ستجد الخطر الأكبر حين ترجع بخطواتها إلى الوراء، نعم هنا لن يجد (الكيان الصهيوني ) من يسانده وان راهن على بضع قرارات عربية زائفة ما هي إلا حبرٌ على ورق سيرمى يوما ما في مزبلة التاريخ .
ما تقوم به (اسرائيل ) لا يعبّر عن مدى قوّتها أبدا لا بل على العكس إنها عملية استيضاحية جعلتنا ندرك تماما أن هذا الكيان ترعبه بندقية مقاوم فلسطيني أكثر من صاروخ متطور عابر للقارات، نعم إن القدس وغزّة مدينتان اقتحمهما الظلم فقدمتا شهداءهما الذين قضوا من أجل رفعة وريادة وطنهم وأرضهم ودفاعا عن كرامتهم وشرفهم، اليوم يسجّل التاريخ انتصارا كبيرا نشهده من خلال المواقف الشعبية التي تظهر في الساحات العربية ان كان في لبنان أو سوريا أو الأردن أو مصر هذا إلى جانب مواقف الجماهير التظاهرية في اوروبا واميركا وسائر بقاع الارض .
نعم فلسطين اليوم انتصرت وان لم تعترف (اسرائيل ) بانتصارها ولكنها بالحقيقة كسرت عنجهيّة الكيان الصهيوني المحتل وأثبت الشعب الفلسطيني أنه شعب صامد لا ولن يتنازل عن أرضه مهما حاولوا تدميرهم وتخويفهم فهم تحدوا الصعاب بقوة وعزم وتصدوا للعدوان بكل جرأة ، هنا فقط سيستعيد المسلمون قبلتهم من جديد وان غداً لناظره قريب .
خاص ميدان_برس ليندا حمورة