أحيا تيار “الكرامة” وقفة تضامنية مع الانتفاضة الفلسطينية نصرة للأقصى وللقضية الفلسطينية، وسط حشد جماهيري من كل مناطق طرابلس والضنية، في دارة رئيس التيار النائب فيصل كرامي في طرابلس، حيث كان له كلمة قال فيها: “إني أرى فيكم اليوم قلب طرابلس النابض التي كانت وتبقى مقياسا لنبض الامة، وليست وقفتنا التضامنية هذه مع الانتفاضة الفلسطينية النوعية وغير المسبوقة سوى وقفة مع الذات ومع تاريخنا ومع وجداننا وضالاتنا عبر السنين”.
أضاف: “إن عيدنا الحقيقي هو يوم نصلي معا في الاقصى الشريف الى جانب الشعب الفلسطيني البطل الذي يشكل في هذه اللحظات رمز وحدة الأمة جمعاء، وبطولات الشعب الفلسطيني بالأيام الاخيرة أسقطت الكثير من الاوهام، كثيرون صدقوا أننا انهزمنا وان اسرائيل هي الجيش الذي لا يقهر وفعليا الشعب الفلسطيني اليوم يحقق إنتصارات وإنجازات ويضع الجيش الاسرائيلي في وضع مرتبك ومتخبط، وكل الذين راهنوا على ان الشعوب العربية والاسلامية ورغم كل محاولات التطبيع نسوا القضية ونسوا فلسطين، لمسوا اليوم لمس اليد ان الكل هبوا هبة واحدة اعتزازا بما يصنعه أبطال فلسطين”.
وتابع: “كان الصهاينة وغير الصهاينة للأسف مؤمنين بأن الفلسطينيين بأراضي ال 48 قد تدجنوا واجهتهم الصدمة الكبرى من اللد وحيفا ويافا وعكا التي تتحرك لأول مرة من سنة 1948. وتثبت ان القضية ما زالت نابضة بوجدان الاجيال الجديدة، الصهاينة وغير الصهاينة اعتقدوا وراهنوا على أن جيل ال2021 هو جيل التيك توك والانستاغرام والبب جي، والصدمة الاكبر أن هذا الجيل يمتلك كل الوعي وكل الايمان وكل الشجاعة للمواجهة بالصدور العارية لكل محاولات تهويد القدس واستباحة الاقصى الشريف، فعلا هؤلاء شباب يرفع بهم الرأس. تثبت الايام أيضا أن خيار المقاومة هو الخيار الصحيح مع هذا العدو الذي ينتهك كل القيم ويضرب عرض الحائط كل القرارات الدولية ولا يفهم إلا لغة واحدة هي لغة القوة، والله يرحم جمال عبد الناصر الذي استشرف المعادلة الذهبية حين قال: ما أخذ لا يسترد بغير القوة”.
وقال كرامي: “أثبت الشعب الفلسطيني أنه شعب واحد رغم كل محاولات التفريط والتشتيت والتلاعب بالخرائط تحت مسميات كثيرة أهمها صفقة القرن والشرق الاوسط الجديد وان ابن غزة غير ابن الضفة غير ابن الداخل. واذ بالعالم كله يكتشف أنه حين نادى الشباب في القدس والاقصى أخوانهم في غزة وباقي المدن في فلسطين لنصرتهم، التلبية كانت بالدعاء وبالصواريخ”.
وتابع: “الشعب الفلسطيني اثبت انه جسد واحد، إذا اشتكى عضو تداعى له باقي الاعضاء بالسهر والحمى وبفلسطين بالصواريخ، أيها اللبنانيين قووا قلوبكم وصدقوا أن إسرائيل أجبن وأضعف مما تتخيلون وتفضلوا رسموا الحدود البحرية مع فلسطين كي نستخرج الغاز لأنه إذا غزة المحاصرة والمقاومين فيها أرعبوا اسرائيل وضربوا بصواريخهم تل ابيب ومطار بن غوريون وديمونا، طبعا لبنان قادر بعمقه العربي بموضع قوة وليس بموقع ضعف، والمهم أن نصدق أنناأقوياء وقادرون على فرض المعادلة التي تحفظ حقوقنا البحرية وغير البحرية، لا يضيع حق وراءه مطالب، وردة الفعل العالمية التي نراها اليوم تؤكد أن الحق يغلب الباطل وأن هناك متغيرات تاريخية تحققت بفضل صمود الشعب الفلسطيني وغطرسة وحماقة العدو الاسرائيلي، نرى أن القضية الفلسطينية اليوم صارت قضية عالمية والتضامن مع الشعب الفلسطيني لم يعد محصورا بالشعوب العربية والاسلامية وانما كل احرار العالم يتعاطفون مع الفلسطينيين وينددون بهمجية وعنصرية وغطرسة الكيان الصهيوني، ما يحصل في فلسطين يدفن مشروع صفقة القرن وباذن الله الى الأبد. والذين توهموا بأنهم قادرون على اللعب بالخرائط والشعوب يكتشفون الآن أنهم كانوا خارج حقائق وحتميات الحياة ومنطق التاريخ والجغرافيا، ما حصل ويحصل يؤكد أن فلسطين للفلسطيينين والاغراب سيبقون أغرابا مهما طالت السنين”.
وقال:”انتم اليوم من قلب طرابلس تثبتون بأن هذه المدينة رغم التجويع والتهميش والظلم ورغم انهم أرادوها مدينة تركض وراء لقمة العيش، تثبتون أن طرابلس لا تزال بمقدمة الصفوف تحمل شعلة وراية قضية الأمة، القضية المحورية القضية الفلسطينية. صار واضحا ان الأمة يجب ان تكون بعافية لكي تستحق ثمرة الانتصار، وبالنسبة لنا في لبنان اذا كان الشعب الفلسطيني يواجه الاحتلال الاسرائيلي فنحن نواجه احتلال الفساد والمفسدين والمعركة كبيرة. الفساد صار إعصارا حقيقيا ونتيجته ضربت البلد وانهار كل شيء دفعة واحدة، وكي نعبر كل هذه الازمات والكبوات وكي نبدأ ببناء دولة العدالة والمواطنة، علينا باجتثاث الفساد من جذوره والبدء فورا بورشة اصلاحات سياسية واقتصادية، ودعوني قول بصراحة ان الذين أسهموا وشاركوا منذ سنين بالفساد والارتكاب يستحيل أن يكونوا هم الحل والانقاذ، وبهذا المجال لا أحد خط احمر. وبالنسبة لموضوع لبنان سيكون هناك كلام آخر قريبا خصوصا أن هناك من يدعي أنه يمثل الطائفة السنية بشخصه. الطائفة السنية أمة ولا احد يستطيع اختصارها لا بشخصه ولا بتياره”.
وختم كرامي: “تعودنا أن نلتقي بكم وأن نكون معا في الافراح والاتراح، وأنا فخور جدا بانتمائي لهذا الشعب الطيب والوفي والمناضل. أنتم اليوم أتيتم من الاحياء والحارات حاملين همومكم، وهمومكم واحدة بكل حي وبكل منطقة، أتيتم لتقولوها للعالم أن القدس قضيتنا المحورية وهي البوصلة وطرابلس أبدا لم تضيع ولن تضيع البوصلة. وأنا اليوم أصارحكم أن المسؤولية التي أشعر بها كبيرة جدا، فأنتم أتيتم عند الشخص الذي يعيش همومكم معكم ويعتبرها أولى الاولويات، وأتيتم الى البيت الذي يعتبر فلسطين قضيته المركزية وقدم أغلى التضحيات لنصرة الشعب الفلسطيني واستعادة الحقوق والمقدسات، أنا أحمل إرث عمر ورشيد وعبد الحميد كرامي، إرث القضية التي لا تموت وإرث الكرامة التي يحب ان تستعاد وإرث النضال أيا تكن التضحيات اضافة الى إرث نظافة الكف ونهج الاستقامة وخدمة الناس والتضحية من أجل لبنان. لقاؤنا اليوم أعطاني بهجة وحماسة وإيمانا بأن الآتي جمل على صعوبته”.