أعيادٌ مباركة ومجيدة وأطفال دون ثياب جديدة؟

ها هو شهر رمضان المبارك قد شارف على الانتهاء معلنا استقبال العيد في ظروف هي الاصعب والاخطر على الاطلاق، حيث لا سبيل للفرح ولا وميضاً صغيراً لبادرة حلّ ولو جزئي في بلد سلبوا منه حتى الأمل .
‎الازدحام اليوم ليس ازدحاما على المحلات التجارية التي كانت في هذه الاوقات تعجّ بالمواطنين الذين يبتاعون الثياب والاحذية الجديدة لابنائهم، بل هو ازدحام من نوع آخر على رغيف الخبز ومحطات الوقود ومحلات المواد الغذائية، لم يعد العيد كما كان في السابق انّما اليوم هو فرحة ممزوجة بغصة وحرقة ووجع، فكيف بامكاننا أن نستقبله وفي عين كل أب دمعة تتحجّر وقلب ينفجر ألما .
‎بين فقر وجوع ووباء واقتصاد وبطالة يقف المواطن اللبناني اليوم عاجزا عن تحقيق ابسط المطالب لعائلته، لم يعد باستطاعة الموظف في اي مجال من مجالات العمل أن يفرح ولده بثياب العيد التي ينتظرها في كل عام, إنها ماساة حقيقية وحرب ضروس تحاك ضد شعب لطالما أحب الحياة وقاوم وتحدّى الصعاب، فهل سيستسلم المواطن اللبناني اليوم للظروف أم أنه سيعاند وينتصر .؟
‎الحرب اليوم ليست بالمدافع والطائرات والقذائف، والملجأ لم تعد تلك الغرفة المظلمة التي كانت تحتضن عشرات العائلات تحت سقفها، إنما الحرب باتت حربا اقتصادية شرسة تديرها أيادٍ ناعمة ويقع في مستنقعها الآسن المواطن المسكين الذي بات مكبّل اليدين معصوم العينين عن واقع مرعب ومظلم . فلنخرج من واقعنا قليلا ولننظر إلى حقوق الاطفال فما ذنبهم ليدفعوا ضريبة الكبار؟ ومن الذي سيعيد لهم فرحتهم وبهجتهم خصوصا في أيام خلقت لاسعادهم ؟
‎محمد ذلك الطفل الذي يقف أمام واجهة احدى المحال التجارية لبيع الملابس هو صورة واضحة لكل أطفال لبنان، حين سألناه ما الذي أعجبك في هذا المتجر أجاب والدمعة في عيونه : ” كل شي حلو بس انا ما اشتريت شي لأن كل شي غالي وبابا ما بيقدر يدفع الي ولاخواتي ” هذه هي حال أطفال لبنان الذين دفعت بهم سياسات البلد إلى الهاوية وسرقت منهم سعادتهم واحلامهم حتى العيد لم يعد يعنيهم .
‎ترى أم سليم المقيمة في منطقة تعلبايا في حديثها لموقع “ميدان برس” أن الغلاء لا يحتمل وأنها اصطحبت أبنائها الاربعة إلى السوق لشراء ثياب العيد ولكنها صعقت بالاسعار ولم تستطع شراء أي قطعة، هي تقول ما ذنب هؤلاء الأطفال ليحرموهم بهجتهم ؟ للاسف النزول إلى الاسواق اليوم بات موجعا ومحزنا .
نحن اليوم بحاجة ماسّة لعصا سحرية تنقذنا من هذا الواقع المرير ويبقى الامل ممكنا مع الاتفاق على تشكيل حكومة تنقذ ما يمكن انقاذه وترميم ما تبقى من هذا الوطن ،فلأيّ معتصم سننادي اليوم ؟

خاص ميدان_برس ليندا حمورة