كتب عيسى يحيى في “نداء الوطن”:
توازي المعركة التي تخوضها بلدة دير الأحمر في مواجهة جائحة “كورونا” التي تفتك بمختلف المناطق اللبنانية معركة الصمود والتشبّث بالأرض مهما إشتدّت الصعاب في المنطقة، حيث وجِهت الأهداف في سبيل تحصين البلدة وجوارها من تفشّي المرض، وتخفيف الضغط عن الطواقم الطبية والمستشفيات العاملة في البقاع لتصبح البلدة أنموذجاً في المواجهة.
أثمر التكاتف والتعاون والتضامن بين المرجعيات السياسية وعلى رأسها النائب الدكتور طوني حبشي والمرجعيات الدينية تحت مظلّة المطران حنا رحمة، وبدعم من أبناء بلدة دير الأحمر وجوارها المغتربين، في إنجاح المساعي بتجهيز القسم الثاني من مستشفى المحبة في البلدة وتخصيصه لإستقبال مرضى “كورونا”، بعد توقيع إتفاقية تعاون بين المستشفى ووزارة الصحة على نفقة الأخيرة بتمويل عبر قرض البنك الدولي، ليبقى الهدف الأساسي إستكمال الإجراءات القانونية ويصبح المستشفى ضمن المستشفيات التي تخضع للسقوف المالية في وزارة الصحة التي وعد وزيرها الدكتور حمد حسن بتحقيقه.
منذ الأول من شباط الفائت، ومع بدء استقبال المستشفى مرضى “كورونا” يعمل الطاقم الطبّي كخلية نحل لا تهدأ أبداً، حيث واجهت بلدات دير الأحمر، شليفا، برقا، بشوات، عيناتا وعدد من القرى والبلدات الواقعة ضمن نطاق الإتحاد موجةً عالية من الإصابات وصلت إلى حدود الأربعين إصابة يومياً، ما دفع المسؤولين في حينها إلى إتخاذ قرار بعزل البلدة عن محيطها، لتعود الأمور وتسلك طريقها الطبيعي وتبدأ اعداد الإصابات بالإنخفاض.
رئيس إتحاد بلديات منطقة دير الأحمر جان فخري أعلن لـ”نداء الوطن” أنه و”منذ اليوم الأول لبدء جائحة “كورونا” تم تشكيل لجنة طوارئ تضم كافة مرجعيات المنطقة والبلديات والمطرانية والدكتور طوني حبشي والجمعيات العاملة وكاريتاس و”القوات اللبنانية” لمواجهة الأزمة الطبية وعلى الصعيد الإقتصادي أيضاً، وقمنا بعمليات الإرشاد والتوجيه وإقامة حواجز التعقيم على الطرقات. كذلك شكّلنا لجاناً محلية في كل بلدية، إضافة إلى حملات توجيه وتعقيم للمحلات في سوق بلدة دير الأحمر، لنصل إلى إفتتاح مركز “كورونا” بعدما واجهنا صعوبة في تأمين الإستشفاء بعد عيدي الميلاد ورأس السنة”. وأكد أنّ “التعاون لا يزال قائماً في مجال تأمين فحوصات الـ pcr من خلال تمويل البلديات وعدد من المرجعيات على رأسها الدكتور حبشي الذي غطّى قسماً كبيراً من التكاليف، ويقوم المريض بدفع نسبة 30 بالمئة من الرسوم في عملية تشجيعية ولتخفيف الأعباء عن أهلنا، ومن خلال عملنا هذا إستطعنا أن نسيطر على المرض ونخفّف من العدوى وبأقلّ الأضرار الممكنة نتيجة تلبية حاجات الناس فوراً”. مشيراً الى “أن الإلتزام في المناسبات الدينية والإجتماعية كان جيداً يخرقه بعض الحالات الإنسانية كوفاة أحد الشباب”.
وحول توسيع المستشفى أشار فخري الى “أن المطرانية تقوم بتحضير عدّة أمور في سبيل توسيع المركز الصحّي، آخذة بعين الإعتبار الأوضاع الإقتصادية والأزمة التي تعانيها المستشفيات واسعار المعدّات وسعر الصرف. وعليه، فإنّ توسعة المستشفى ستكون مدروسة بشكل أكبر وتحتاج إلى وقت، وما نعمل عليه هو التوسيع التدريجي وبتأنّ”.
بدوره، رئيس لجنة الطوارئ في بلدة دير الأحمر الدكتور نديم الليطاني اشار لـ”نداء الوطن” الى “أنّ أعداد الإصابات منذ الأول من شباط كانت في إزدياد، ومنذ اليوم الأول لإفتتاح مركز “كورونا” في البلدة استقبلنا حتى اليوم 80 مريضاً في مدة ثلاثة أشهر، إضافةً إلى توزيع ماكينات الأوكسجين على المصابين في منازلهم كذلك توزيع أدوية “كورونا”، أما الحالات الحرجة فيتم نقلها إلى مستشفيات المنطقة أو بيروت”، وأوضح أنّ قدرة المستشفى الإستيعابية لمرضى “كورونا” تصل إلى 19 سريراً والتي كانت عند إفتتاح القسم 7 أسرّة.
وأضاف الليطاني “أن معدل الإصابات في تراجع والأمور إلى تحسن والذروة كانت خلال الثلاثة أشهر الماضية حيث كان يسجل أكثر من 30 إصابة يومياً، كذلك تراجع معدّل الوفيات والتي سجّلت في دير الأحمر ومحيطها منذ بداية الجائحة أكثر من 45 حالة”، مضيفاً بأنّ إفتتاح المستشفى “خفّف عبئاً عن مستشفيات المنطقة في بعلبك الهرمل وبيروت وخفّف اتصالات لإدخال مريض”، مستطرداً بأن “الزيارات والمناسبات الإجتماعية والدينية شكّلت عاملاً أساسياً في زيادة تفشّي الوباء، ونكاد نصل إلى مناعة القطيع بعدما سجّل كلّ بيت وعائلة إصابات فيه”.