جاء في “نداء الوطن”:
في جديد قضية اقتحام القاضية غادة عون بالكسر والخلع شركة مكتّف المالية من دون مسوغات قضائية وقانونية واستيلائها على بعض الممتلكات الخاصة من الشركة، عُلم أنه جرى توكيل وزير العدل الأسبق البروفسور إبراهيم نجار، والوزير السابق النقيب رشيد درباس، بالتعاون مع مكتب المحامي اسكندر روجيه نجار متابعة الملف. في حين كشف محضر إستجواب الخبراء أمام المباحث المركزية وقائع خطيرة حول كيفية إدارة القاضية عون ملف التحقيق، بحيث تبيّن وجود شوائب ومخالفات جسيمة تظهر عدم حيادية عون وتكفي لإبطال التحقيق بطلانا مطلقاً.
وبحسب المعطيات القانونية المتوافرة، فإنّ من أهم هذه المخالفات التي ارتكبتها القاضية عون، “نقل الحواسيب خارج شركة مكتّف في سيارتها الخاصة في مخالفة صريحة للقانون”، كما تبيّن وفقاً لما أكّده الخبيران إيدي عازار ودافيد سلوم في إفادة كل منهما، أنّ عون إستعانت بشخصين ليسا من الخبراء، هما المخرج بيار دواليبي ومهندس المعلوماتية فكتور صوما (الذي يتباهى بميوله السياسية العونية على وسائل التواصل الإجتماعي) والذي أقرّ في التحقيقات بأنه نقل تجهيزات إلى الخبراء بعد أن شارك في إقتحام أبواب شركة مكتّف وحاول كسر الباب الخارجي بالحجر، علماً أنّ صوما شارك بعمليات الخبرة وتفريغ الداتا في حين أنه ليس من الخبراء المحلّفين المعيّنين رسمياً” .
إلى ذلك، ثبت في التحقيقات قيام راهبتين بتأمين معدّات لنقل الداتا، وهما من جمعية “ابن الإنسان “، ولا علاقة لهما بالقضية، ويبدو أن الخبراء إنتقلوا إلى زكريت حيث أمّنت الراهبتين مكاناً لإجراء عمليات الخبرة، مع العلم أن أحد الخبراء وهو جوزف الخوري لم يحضر إلى المباحث وأبقى هاتفه مقفلاً، وقد تبيّن من المحضر قيام خوري بأعمال خبرة خارج إطار مهمّته كونه كان مكلّفاً فقط بالحضور إلى شركة SCAP وليس إلى شركة مكتّف.
وحسبما جاء في أبرز مقتطفات محضر الإستجواب، فإنّ الخبير دافيد سلوم أكد في إفادته بتاريخ 27/4/2021 أنّ شخصين حضرا إلى الشقة حيث تمت أعمال “الخبرة”، وعرّفا عن نفسيهما بأنهما “مرسلان من قبل الرئيسة عون وهما فكتور صوما وبيار دواليبي وقد كنتُ أقابلهما حينها للمرّة الأولى ولا أملك أية معلومات عنهما، فسألتهما عما إذا كان أي منهما يعمل بصفة خبير محلّف، فأجابا بالنفي”، وأضاف”: “أذكر حينها أنني إتّصلت بالرئيسة عون وأعلمتُها بوجودهما إلى جانبي، فطلبت إليّ السماح لهما بمساعدتي وبالتحديد للمدعو فيكتور صوما كونه إتّضح لي أنه يفهم ويعمل في مجال المعلوماتية، وبعد مرور ساعات من عملية التفريغ بوجودي ووجود هذين الشخصين إضافةً إلى الخبير إدي عازار، حضر شخص إلى الشقة يدعى جوزف خوري وصرّح أنه مرسل من قبل الرئيسة عون لمساعدتنا وأذكر أنني إتّصلت مجددّاً بالرئيسة عون وسألتها (عن الأمر) حيث أكّدت لي ذلك، وقبل الإنتهاء من عملية التفريغ أي بحدود الساعة العاشرة ليلاً أعلمني المدعو جوزف خوري أنه سيستلم الـ Serveur مني وذلك بناءً لطلب الرئيسة عون، عندها إتّصلت هاتفياً بها حيث طلبت إليّ أن أسلّم المدعو جوزف خوري الـserveur، ونظّمت محضراً بالتسليم”.
وكشف سلوم في ما يتصل بالأجهزة التي صادرتها ونقلتها عون في سيارتها الخاصة، أنه تلقى اتصالاً منها يوم السبت بتاريخ 24/4/2021 وطلبت منه التوجّه إلى منطقة زكريت لمساعدة جوزف خوري في الكشف على الأجهزة، فإنتقل إلى المنطقة ولدى وصوله إتّصل بالقاضية عون ليستدل منها على العنوان فأعلمته أنها كلّفت فيكتور صوما وبمساعدة جوزف خوري بالمهمة فعاد أدراجه.
أما في الإفادة التي أدلى بها الخبير إدي عازار بتاريخ 28/4/2021، فأشار إلى أنه بناءً على طلب القاضية عون “تمّت الإستعانة بشخص يدعى فيكتور صوما ولم يتمكّنوا من سحب الداتا تلك الليلة فقمنا بنقل الجهاز إلى الطابق الثالث حيث أسكن لإستكمال سحب الداتا تلقائياً وحماية الجهاز من السرقة وفي اليوم التالي أي نهار الإثنين بتاريخ 19/4/2021 تابعنا إستخراج المعلومات بحضوري أنا ودافيد سلوم وفيكتور صوما وشخص يدعى بيار دواليبي الذي أحضر إلينا جهاز الـ SSD بعد الإنتهاء من سحب الداتا”.
ورداً على أسئلة المحققين، نفى عازار معرفته المسبقة بالمدعو فيكتور صوما وأنّ عون “هي من طرحت إسمه لمساعدة دافيد سلوم وعلى هذا الأساس حضر هذا الشخص إلى منزلي وبرفقة شخص آخر لا دور له وقام بمساعدة الخبير سلوم في عملية التفريغ”، لافتاً الانتباه إلى أنّ “كافة المعلومات التي تمّ تفريغها لا يمكن الأخذ بها كونها مجتزأة وغير كاملة ولا وجود لبرنامج المحاسبة”، وأشار إلى أنّ “المعلومات المدوّنة تتعلّق بنقل الأموال بين المصارف وشركة مكتّف وتتعلّق بإخراج أموال عن طريق مطار بيروت ولا تتضمّن أية أسماء تتعلّق بأشخاص أو مؤسسات أخرى”.
كذلك، أكد فكتور صوما في إفادته بتاريخ 28/4/2021 أنه تورط في القضية “بحكم الصداقة العائلية التي تجمعني بالرئيسة عون التي تستشيرني على الصعيد الشخصي في بعض القضايا التي لها علاقة بالمعلوماتية”، كاشفاً أنه طُلب منه “إيصال الهارد درايف (SSD ) وهو جهاز يستخدم بتخزين المعلومات إلى عنوان في بلدة بيت مري، تبيّن لاحقاً أنه عائد للخبير إدي عازار، فتولى القيام بهذه المهمة برفقة صديقه بيار دواليبي. وفي التحقيقات تمت مواجهة صوما بصورة فوتوغرافية تم التقاطها له أثناء محاولته خلع بوابة شركة مكتف الحديدية فأكد أنه الشخص المعني بالصورة مؤكداً بأنه قام بالضرب على قفل باب الشركة “لكنه لم ينكسر”.
وكذلك، كرر بيار دواليبي في إفادته بالتاريخ نفسه الإشارة إلى أنه نقل صوما في سيارته إلى محلة بيت مري لإيصال الـ”SSD”، مؤكداً أنه عضو في جمعية “ابن الانسان” في زكريت وأنّ المسؤول عنها هي الراهبة فاديا اللحام، معرباً عن اعتقاده بأنّ الجمعية هي من اتصلت من أجل تأمين الـ”SSD”، ولفت إلى أنّ الراهبتين اللتين حضرتا إلى شركة مكتف أثناء عمليات الاقتحام والكسر والخلع “هما من مؤسسة إبن الإنسان”.