كتب داود رمال في “أخبار اليوم”:
مع عودة رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل اليوم من موسكو، ستبدأ تتوضح طبيعة المحادثات الواسعة التي اجراها والنتائج المحققة، خصوصا اللقاء المطول مع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف.
والمعلومات الاولية تشير الى ان اللقاءات كانت اكثر من جيدة، وتحديدا اللقاء مع لافروف كان ممتازا جرى في خلاله نقاشا معمقا في النقاط التي طرحها باسيل في مؤتمره الصحافي، ومنها موضوع تأليف الحكومة لتصحيح ما سبق وعرضه الرئيس المكلف سعد الحريري في زيارته الى موسكو من مقاربة اعملت المسار الدستوري لعملية التأليف.
مسار انفتاحي
ويتحدث مصدر دبلوماسي لوكالة “اخبار اليوم”، موضحا بأن “هناك رغبة روسية بالانفتاح على كل الاطراف والمكونات في لبنان، وهي التي كانت بعيدة عن فرقاء لبنانيين أيام الاتحاد السوفياتي من خلال حصر علاقتها بأحزاب الحركة الوطنية، في يومنا الحاضر سلكت طريق الانفتاح، ولديها توجه ان يكون هذا الانفتاح واسعا وشاملا، وهي صارت على اهتمام اكبر بالوضع في الشرق الاوسط بعدما اكتشفت اهمية المنطقة من خلال ما حصل في سوريا من حرب لا زالت مستمرة كان الهدف منها تغيير وجه المنطقة بالكامل، وهي الان بمسار انفتاحي على الدول العربية عموما ودول الخليج خصوصا”.
الحضور النفطي
ويقول المصدر: “هناك رغبة روسية بالمساعدة، لذلك، ستشهد موسكو المزيد من استقبال القيادات اللبنانية التي بدأت مع وفد حزب الله حيث كان الحديث الابرز اقليميا مع التطرق للملف الحكومي، وزارها الحريري ومن ثم باسيل وسيتبعهم آخرون، وروسيا تريد ان تكون حاضرة في لبنان، لان اي حل في سوريا سيكون له امتدادات الى الجوار، ولبنان من هذا الجوار الاكثر تضررا من الحرب السورية امنيا واقتصاديا واجتماعيا وبيئيا جراء النزوح الكثيف الى اراضيه. كما لدى روسيا التزام نفطي، وهي عبر شركة نوفاتك من ضمن الكونسورسيوم الى جانب شركة ايني الايطالية وتوتال الفرنسية ويلتزمون البلوك رقم (4) والبلوك رقم (9) ، وعندما يتوضح موضوع المفاوضات البحرية الجنوبية سيبدأون الحفر في البلوك (9)، كما ان شركة روسنفت تلتزم منشآت النفط في الشمال”.
ويتابع المصدر ان ذلك “يعني بأن لدى روسيا حضور نفطي في لبنان ومصالح اقتصادية وسياسية وهذا يعطي اهمية لانفتاحها على المسارات الداخلية اللبنانية ومع مختلف القوى من دون ان تتدخل في صياغة اي من التوجهات السياسية حكوميا او غير حكوميا، انما لتكون على بينة من كل الاطراف وهي تقدم نفسها انها على مسافة واحدة من الجميع وتترجم ذلك من خلال دعوة كل الاطراف لزيارتها والتباحث في القضايا المشتركة اقليميا ومحليا”.
محكومون بالتوافق
ويؤكد المصدر “ان الدخول الروسي على الخط اللبناني هو للقول للقيادات اللبنانية انكم محكومون بالتوافق والاسراع في انجاز الحل السياسي، لان الحلول على مستوى المنطقة تتقدم وابرزها في سوريا، وبالتالي هناك مصلحة لبنانية قصوى بالاستقرار السياسي والامني لتلقي التداعيات الايجابية لهذه الحلول، لا ان يكون مفككا سياسيا ومهددا في امنه المجتمع الذي في اي لحظة قد يتحول الى انفجار مجتمعي بتجليات امنية”.