خبز الحياة المر، وخبز الأمل الحلو .!

‎يقف التاريخ اليوم وأرى بيده قلما من نار وصفحات من نور، يتأهّب ليكتب عن معاناة كبيرة لشعب يحب الحياة ويعشق الحرية . هو يسطّر المعاناة التي يعيشها اللبنانيون ولكن يأبى حرقها لأنه يعتقد أن خلف كل ليل صبحاً بهياً، وبعد كل شتاء ربيعاً مزهراً .
‎هذه اللحظات المريرة التي نحياها اليوم ليست سوى سحابة وستختفي حتما، الكل ينتظر المطر ليغسل وجه الحاضر ويجرف كل الاتربة الناجمة عنه ويرمي بها إلى البعيد .هي مرحلة سترسم مصير الوطن وتلوّن مستقبل ابنائنا بألوان زاهية تشبه طموحاتهم وأحلامهم، يقولون إنّ الألم مهما كان موجعا يترك بصمة جميلة ربما لتذكرنا بمن وقف إلى جانبنا ومن مسح دموعنا ومن حزن لآلامنا لذا فنحن سنحيا بسعادة رغم كل الظروف .
‎بعد جائحة كورونا التي أصابت العالم بأسره باتت أنظار البشر متّجهة نحو البحوث والاكتشافات علّهم يجدون من يسطّر بأنامله خطّ النجاة ويكون صاحب الانطلاقة نحو الحياة التي بتنا نفتقدها اليوم . الكلّ ينتابه الخوف ويرتجف عند سماعه بأن شخصا ذا صلة وثيقة به قد اصيب بكوفيد 19، وكم من عائلةفقدت العديد من اقربائها بسبب هذا الوباء اللعين ؟ ورغم كل هذا ها نحن اليوم نبحث عن السعادة التي قد تقينا بعضا من شرر الوباء والاحباط الذي قد يسببه في نفوسنا وقلوبنا.
‎اليوم تعجّ مراكز الأطباء النفسيين بالمرضى هم ليسوا إلا أشخاصا عاديين تأثرت نفسياتهم بهذه الحقبة والعزلة التامة التي يعزلون أنفسهم فيها عن العالم الآخر , هم أناس قتلت هرمونات السعادة لديهم وغذّيت هرمونات الحزن والقلق وباتوا غير قادرين على الاستمرار لأن الكآبة وجدت سبيلها إليهم . نحن لا نريد الوصول إلى هذه المرحلة لأننا نتحلّى بالصبر والايمان والأمل فلا خوف على امرىء كان الأمل دربه .
‎ختاما لسنا ضعفاء ولم نخلق على هذه الارض كي يكبّلنا المرض ويمنعنا من الاستمرار، القوة المطلوبة واللازمة اليوم هي التحدّي وأظن أننا شعب اعتاد أن يتحدّى ويقاوم وينتصر ، فلنصبر إنّ الله مع الصابرين .

خاص ميدان_برس ليندا حمورة