المنظومة تُصدّر مخدّرات وصواريخ إلى العرب.. وتطلب دعمَهم!

جاء في “المركزية”:

فيما كان أهل المنظومة يجهدون لفك عزلة لبنان – أو عزلتهم – العربية عموماً والخليجية خصوصاً، حيث قام العهد في الأسابيع الماضية بأكثر من خطوة لإظهار حسن نيته تجاه السعوديين… عصفت الرياحُ فجأة بما لا تشتهي سفنُ السلطات اللبنانية، لا بل في الاتجاه المعاكس تماما لرغباتها: المملكة نحو مزيد من القطيعة مع بيروت، بحسب ما تقول مصادر سياسية معارضة لـ”المركزية”.

فأمس، أعلنت السعودية انها ستمنع دخول الفواكه والخضراوات اللبنانية إلى أراضيها على خلفية إخفاء مخدرات داخل شحنة فاكهة رمان قادمة من لبنان، تم ضبطها. وشرحت في بيان ان “انطلاقاً من التزامات المملكة وفقاً للأنظمة الداخلية وأحكام الاتفاقيات الدولية في شأن محاربة تهريب المخدرات بجميع أشكالها، وحيث لاحظت الجهات المعنية في المملكة تزايد استهدافها من قبل مهربي المخدرات التي مصدرها الجمهورية اللبنانية أو التي تمر عبر الأراضي اللبنانية، وتستخدم المنتجات اللبنانية لتهريب المخدرات إلى أراضي المملكة، سواءً من خلال الإرساليات الواردة إلى أسواق المملكة أو بقصد العبور إلى الدول المجاورة للمملكة، وأبرز تلك الإرساليات التي يتم استخدامها للتهريب الخضروات والفواكه. ونظراً إلى عدم اتخاذ إجراءات عملية لوقف تلك الممارسات تجاه المملكة، على الرغم من المحاولات العديدة لحث السلطات اللبنانية المعنية على ذلك، وحرصاً على حماية مواطني المملكة والمقيمين على أراضيها من كل ما يؤثر على سلامتهم وأمنهم؛ فقد تقرر منع دخول إرساليات الخضروات والفواكه اللبنانية إلى المملكة أو العبور من خلال أراضيها، ابتداءً من صباح الاحد المقبل”.

هذا الموقف لم ينزل كالصاعقة على القطاع الزراعي اللبناني فبحسب الذي سيتكبّد خسائر كبيرة جراء التدبير، بل أصاب بشظاياه اللبنانيين كلّهم، الذين يتطلّعون بشغف الى عودة علاقات بلدهم مع محيطه العربي، الى سابق عهدها، خاصة وان الدول العربية والخليجية تشكّل العمود الفقري لاقتصاد لبنان وللاستثمارات والسياحة فيه. وهم أحوج ما يكونون اليوم، الى هذا “السند” بعد ان كسر ظهرَهم فسادُ وانانية الطبقة الحاكمة.

على اي حال، حمل البيان السعودي إدانة صريحة لأداء السلطة اللبنانية وتقصيرها امنيا وتجاريا. والمؤسف ان تصدير المخدرات الى المملكة يأتي في اعقاب تصدير لبنان الى حدود المملكة الجنوبية، والى اليمن تحديدا، السلاحَ والمسلّحين والصواريخ البعيدة المدى، مع خبراء من حزب الله لتدريب الحوثيين – شركائهم في محور الممانعة – على استخدامها لاستهداف الرياض. كما ان خلايا الحزب وعناصره موجودون ايضا في البحرين وفي الكويت، وكانوا قبلها حاضرين في مصر، حيث ألّبوا حلفاءهم على الثورة ضد الانظمة الحاكمة. اما قيادات حزب الله، فلا تنفك تصوّب في السياسة، على المملكة والمسؤولين الخليجيين، متهمة اياهم بالخيانة والعمالة… ووسط الصمت الرسمي المدوي والمتمادي، على هذه “الخروق” الخطيرة كلّها، تضيف المصادر، لم يتردد اهل المنظومة، وببرودة اعصاب لافتة، في طرق ابواب ابو ظبي تارة والدوحة طوراً طالبين منهما دعماً مالياً وطبياً! لكن هذا الدعم، بطبيعة الحال، لن يأتي. ولبنان من جديد سيدفع ثمن تخاذل المنظومة، وشعبُه ضحيّة تحالف المافيا والميليشيا الذي يحكمه… وعلى الارجح، وقياساً إلى التجارب السابقة، فإن السلطة لن تتّعظ من الإجراء السعودي الجديد ولن تفهم ان قيام دولة حقيقية فعلية، تحترم نفسها وسيادة الدول الاخرى، دولة لا تردّ الجميلَ لمساعديها بالمخدّرات والصواريخ، بات أمرا ملحّا، وإلا مات لبنان ببطء، وحيدا، وغرق في ازماته من دون ان يمدّ له أيّ من اشقائه طوق نجاة، تختم المصادر.