كتب رامح حمية
على عكس التوقعات التي أكدت أن الجراد لا يحب طقس لبنان المتقلب، أطلّ الجراد بأسرابه الكثيفة من السلسلة الشرقية، قادماً من قرى قارة والجراجير في سوريا، ليحط رحاله في جرود بلدة عرسال.
عصر يوم أمس، فوجئ مزارعون عراسلة بأسراب كبيرة من الجراد تغزو سماء وأرض خربة داوود في الجرد الأدنى لبلدة عرسال، لتفتك بالأشجار الخضراء وبالمزروعات الموجودة في تلك المنطقة. وبحسب العراسلة، فإن خطورة الأسراب التي وصلت، تكمن في أنها تنتقل بسرعة في البساتين والجرود، وهي موجودة بكثرة في محلّة خربة داوود القريبة نسبياً من البلدة. فقد أكد المزارع محمد غدادة، صاحب بساتين كرز في المحلّة، أن الجراد انتقل من قرى قارة والجراجير في سوريا إلى الجرد الأدنى في عرسال من الجهة الشمالية، وهي القريبة من وادي حميّد عند أطراف البلدة ومن محلّة شبيب الزراعية في عرسال، وبالتالي فهي اختارت المناطق الأكثر دفئاً والموازية لأراضي رأس بعلبك والقاع. ولفت غدادة إلى أن أسراب الجراد كانت كثيفة وسريعة في مهاجمة البساتين وزهر أشجار الكرز والمشمش. مزارعو عرسال ناشدوا وزارة الزراعة الإسراع في مكافحة أسراب الجراد، قبل أن تفتك بسائر مزروعات وبساتين عرسال والجوار، وفي هذا السياق، علمت «الأخبار» أن وزير الزراعة سيزور عرسال اليوم.
والجدير ذكره، أن وزارة الزراعة السورية كانت قد طمأنت منذ أيام أهالي القرى الحدودية السورية مع لبنان، إلى أن أسراب الجراد لن تغزو بساتين وحقول قراهم، إلا أنه وبحسب ما علمت «الأخبار» من مزارعين سوريين في عرسال، أن الرياح الخمسينية وارتفاع درجات الحرارة سواء في لبنان أو سوريا، والخضرة الموجودة حالياً وزهر تلك الأشجار، شكّلت جميعها عناصر جذب لتلك الأسراب. كذلك، لا بد من الإسراع في مكافحتها، كون العوامل ذاتها تساعد على تفقيس بيوض هذه الحشرات. القلق الذي تعيشه عرسال على مواسمها الزراعية انتقل إلى القرى المجاورة لها، بدءاً من القاع ورأس بعلبك، وصولاً إلى اللبوة والنبي عثمان ونحلة، المحاذية لمدينة بعلبك. إلا أن الإيجابي، هو أن مزارعين عراسلة في محلة طواحين الهوا في عرسال، القريبة من خربة داوود، أكدوا لـ«الأخبار» أن أسراب الجراد لم تنتقل إلى المحلّة ما يعني أن وجودها لا يزال مقتصر على منطقة محددة، ويمكن مكافحتها إذا ما تم الإسراع في ذلك.