في وطن كلبنان ترى ما لا يمكن أن تراه في أيّ بلد من العالم، صحيح أن حجم وطننا صغير جدا نسبة إلى الدول الاخرى، وهو لن يكون بلد المعجزات، فهنا كل شيء مختلف حيث الحرام يستباح، والمستحيل يصبح ممكنا، والموت يضحي عادة، والعيش الكريم والكرامة والشرف تصبح ضربا من ضروب الخيال …
تشهد الساحات اللبنانية اليوم حربا من نوع آخر, لم تعد الطائفيه سبباً من أسبابها، ولا حتى الأحزاب والتيارات فتيلة لاشعال نارها، لا بل انتقلت شرارتها لتحط رحالها عند أعتاب الأفران حيث أصبح الرغيف منغمسا بالدمّ، والشهادة لم تعد موتاً في سبيل الوطن، لا بل أصبح بامكانك الاستشهاد من أجل الحصول على “جالون” من الزيت.
نعم إنها حالة الشعب اللبناني اليوم ومن يعلم في الغد كيف ستتغيّر أو إلى أين ستنتقل جبهة الحرب …
في الوقت الذي يموت فيه المواطن في اليوم الواحد آلاف المرات، نرى السياسيين منغمسين في توزيع الحقائب الوزارية، غير آبهين بما يحصل على أرض الواقع, لأن بالنسبة إليهم الاتفاق على سرقة ما تبقى من الوطن والاستيلاء عليه أهم بكثير من وجع المواطنين وموتهم؛ لذا يبقى الحل الاساسي لما يحصل هو انجاز حكومة حقيقة لاشخاص حياديين بعيدين كل البعد عن العوائل السياسية التي اعتدنا على سماعها وغير حزبيين، باختصار عليهم أن يكونوا وطنيين بامتياز …
ليس بالخبز وحده يحيا الانسان,،نعم قد يكون الخبز بالنسبة للكثيرين غير هام ولكن تقلّ أهميته حين يوجد البديل عنه، حيث تجدون خبز الكرامة وخبز الحرية، ولكن أكثر الحروب والثورات في العالم كانت شرارتها الاولى في صلة وثيقة مع الخبز والطعام، ولا ننسى الثورة الفرنسية وان كانت يومذاك سياسية تروم الانقلاب على التسلط البرجوازي إلا أنّ السبب الرئيسي لها هو الخبز…
ختاما نحن بأمس الحاجة لفانوس سحري يخرجنا من هذا الواقع المرير, ولا نجد استحالة بأن يخرج من حكومتنا رجلاً شبيها ب”ماري انطوانيت ” ليقول لنا: استبدلوا الخبز بالعسل… ولكن يبقى السؤال الذي يطرح نفسه بعدما أصبح الرغيف منغمسا بالدم هل ستكون سنابل القمح وقودا للتغيير ..؟
خاص ميدان_برس ليندا حمورة