كارثة حقيقية يشهدها الوطن والمواطن في وقت يتصارع فيه الناس بين جائحتين تنذران بموت حقيقي، الأولى قد تميته بارادة سماوية والثانية بتدبير من نسج سياسي حاكوه لنا على مقاسهم وها نحن اليوم نرتديه رثاً لا يقينا برد الشتاء ولا حرارة الصيف …
تشهد الساحة اللبنانية اليوم فلتاناً على جميع الاصعدة, بينما المواطن يقف أمام شاشة التلفاز يترقّب عن كثب أخر الأخبار والمستجدات لحكومة تتمخض دون ولادة، ها هم اللصوص يتنقلون من حيّ إلى آخر لالتقاط ما يمكن التقاطه من طريدة يكسبون من خلالها قوتا لعائلاتهم.
عبارة لطلما ردّدناها واعتدنا على تردادها لأنها تمدّنا بالأمل ” لا بدّ للّيل أن ينجلي ” أيّ ليل هذا الذي سيجليه صبح يتكىء على وسادة تملؤها الاشواك، أي ليل سيطّل علينا ذات فجر ليعلن ولادة السعادة ؟
اليوم فقدت ربطة الخبز من الدكاكين ومن يحتاجها عليه زيارة أقرب فرن ليحصل عليها، واليوم من يرغب بكوب عصير من البرتقال الطبيعي يتوجّب عليه بأخذ نفس عميق كي لا يصاب بجلطة صدرية قبل معرفة ثمن الكيلوغرام الواحد من البرتقال ملاحظة (البرتقال انتاج لبناني بامتياز ) احتياجات كثيرة دخلت في مجال الحظر ولم يعد المواطن قادرا على شرائها .
موضوع يثير الجدل ويشعرك بأنك في عصر من العصور القديمة، تذهب إلى محطات الوقود وإذا بك تجدها خالية من كل شيء باستثناء تلك الاشرطة الملونة تلفّ المكان وإذا ما وجدت محطة توزّع الوقود ستضيع في زحمة خانقة من المنتظرين وكأنهّم ينتظرون من يوزّع عليهم الاعانات، بئس وطن بات فيه المواطن مجرّدا من حقوقه الانسانية، كئيبا يخرج من بيته ولا يعلم إن كان سيعود في المساء سالما معافا .
سلب ونهب وقتل وتشريد … كلها أمور نعيشها اليوم، لم تعد تلك الوسادة التي كنا نتكىء عليها ناعمة ولم تعد نجوم الليل مشعّة بالأمل، بات الضباب يعمّ الوطن واسودّت القلوب واستوطنت المدائح حناجرنا واحتلّ الصمت أرواحنا وبتنا كمن يشرب العلقم ويقول ان غد لناظره قريب وينتظر الغد بدمعة وتحسّر علّه يكون بداية للحياة .
خاص ميدان_برس ليندا حمورة