في رمضان تصوم الجوارح …لكن الجراح لن تصوم .!!

أيام قليلة تفصلنا عن شهر الخير والبركة هكذا يقولون عنه ولكن اليوم لا نرى بصيصا للخير ولا وميضا للرحمة لأن الحال ينذرنا بجرح عميق سيصيب العديد من الناس وسنسبح في بحر عائم بالفقر والعوز والجوع …
لا نعلم ان كان قدوم رمضان سيحرّك بعضا من مشاعر الساسة في بلدنا ويرغمهم على مساندة هذا الشعب المضرّج بدماء الفقر, وهل من رحمة ستسطع من شمس حرقت كل أموال الوطن ؟ لطالما علّقت آمالنا على أشخاص اعتبرناهم قدوة لنا ولأبنائنا فخاب الأمل بلحظة وبتنا وحيدين بلا ملجأ أو مأوى .
يصعب على انسان اعتاد على نظام حياتي معيّن تبديله بلحظة وحرمان ابنائه من مأكولات هي ركيزة أساسية لطاولة الافطار الرمضانية، نتساءل اليوم عن قدرات اللبناني بتلبية حاجيات الافطار عملية حسابية بسيطة ان اجريناها سنجد بأن كارثة حقيقية حلّت بنا، ويلزمنا قروض مصرفية لمواكبة شهر الخير ولكن كيف نأتي بقروض من مصارف دون صرف ؟
سنستقبل رمضان هذا العام بدمعة حمراء تحرق وجنات أرباب البيوت، وربما تلك الدموع ستكون عميقة تخترق حدود القلب تاركة بصماتها المؤلمة . الحالة الاقتصادية تفرض علينا رمضاناً بلا صيام، رمضاناً موبقاً بالحزن موغلاً بالجراح فمن شهد منكم الجرح فليضمّده ولو بشقّ ” كلمة ” ولندرك جميعا بأن ما آلت إليه الاوضاع ما هو الا نتاج لما أدخلته أيدينا في صناديق انتخابية عفنة لا يحلّ عليها سوى اللعنة .!
سنصوم نعم رغما عن كل مصائبنا أوتعلمون لماذا ؟ لأن شهر رمضان هو شهر التحدّي ونحن له عنوان,، هو امتحان لإرادة الناس ونحن اكثر البشر ارادة وقوّة, هو ايمان وصبر وتنازل وصفاء وهل من بشريّ على وجه الارض قدّم تنازلات كما قدّم المواطن اللبناني ؟ وختاما نبارك لأهلنا وأمتّنا بقدوم رمضان عسى أن يعيده الله بالخير واليمن على الجميع …

خاص: ميدان_برس ليندا حمورة