عندما يتنطح لك أحدهم على التلفاز وعلى الشاشات، اصبحت تعيش على مصائب الناس ومعاناتها، ويبدأ يحلل ويشرح، ويغرد ويزبد، تستشف مدى ما وصلنا اليه من تدني في مستوى الاعلام..
فتلك الشاشات لها معاييرها وتكيل بمكيالين!
تارة تراها تنحو بإتجاه مطالب الناس، وتكون رأس حربة في مقارعة الفساد، واخرى تسخر منبرها لهؤلاء، وتكون بمثابة ممحاة لمحو موبيقاتهم وآثامهم وتظهر مظلوميتهم وبراءة ما اقترفوا وفعلوا!!
انه النفاق الاعلامي في زمن لم يعد اللون الرمادي ينفع بعد ان وصلت الناس الى حد المجاعة، ان لم نقل قد جاعوا فعلا…
هذه الوسائل الاعلامية اعتادت العيش على العطاءات واموال السحت، التي اخذت من جيوب الناس، فكيف لها سوى بإستقبال من اغدق عليهم وحرف السلطة الرابعة عن المحاسبة الحقة التي تلعب دورا كبيرا في فضحهم وتجريدهم وتعريتهم…!
فهذه التلفزيونات انشأت لتكون كسيف مسلط، وبوق لتلميع وتسويق الفجور، الذي نعرفه جميعا وخبرناه منذ عقود…
لقد ساهم التسلط الاعلامي وفساده في ما وصلنا اليه، وهو يتحمل مسؤولية كبيرة بإستقباله هؤلاء واظهارهم ملائكه! لا بل وصل بهم ان يهاجموا الشرفاء ويزموا بهم…
النفاق….
ان هذا الشعب سقم النفاق، واصبح يتوجس منه، فإعلموا انه يعي تماما عند استقبالكم لوجوههم الكالحة، دوركم وهدفكم، واجزم ان هذا التلفاز يتعرض للكثير من شتى اصناف الاشمئزاز والقرف إن لم أقل أكثر…
ان الاعلام وعلى مر التاريخ ان كان شفافا إطلع بدوره الحقيقي في وصول الشعب الى حقوقه وكان في طليعة حركات التحرر وفي مقدمة المعركة لأخذ الحق واسترجاع الكرامة…
على وسائل الاعلام وخصوصا التلفزة منها، ان تعي انها لن يرحمها التاريخ، وستكون في مرماه، فأما سيلعنها وسيذكر ما اقترفت، واما ان تكون نجمة ساطعة على جبينه..
فأيا منها تختارون….؟
وللصلة تتمة….
خاص : ميدان برس سعد فواز حمادة