وجه المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان رسالة الجمعة، لهذا الأسبوع، استهلها بالقول:”إن الثقافة الرئيسية التي تعلمناها ونحملها إنما هي تأكيد قداسة الانسان في هذا البلد، بعيدا عن طبيعة انتمائه العرقي والديني والفكري والطائفي، وهو ما نؤكد عليه، لأن التجربة السياسية طيلة مئة عام مضت انكشفت عن إقطاعية أكثر فسادا ونهبا واستنزافا لكافة مواطني هذا البلد المظلوم”.
أضاف: “لن نقف متفرجين وساكتين عن دعم مطالب ناسنا المقهورين، فالوضع يزداد سوءا، والمعركة الآن معركة مظلومين، محرومين، معذّبين، مضطهدين ومنهوبين في وجه طبقة فاسدة، وإقطاعيات مالية ونقدية وتجارية خانت أمانة السلطة والناس، وحولت البلد مزرعة سائبة لأنياب مفترسة وشركة تنفيعات”.
ولفت قبلان الى “أننا على اعتاب لبنان جديد، وسط حصار وخنق دولي إقليمي يصر على التعامل مع لبنان بخلفيات سياسية ومشاريع تطبيع ولعبة ولاءات، على طريقة حصار سوريا وخلط الأوراق كما يحصل في العراق وليبيا وباقي أزمات المنطقة”.
وشدد المفتي قبلان “أن المطلوب انتفاضة وطنية وتماسك متين في وجه وكلاء اللعبة الدولية وتجار الازمات وبياعي الأوطان، لأن هناك من يبيع ويشتري ويصر على اللعب بلقمة عيش الناس وعملتها الوطنية وجوعها ووجعها وتعاسة أيامها، وهناك من يصر على انهاء ما تبقى من دور الدولة ومشروع شراكتنا الوطنية، بل ويعمل بألف طريقة وطريقة لمشاريع تقسيمية خطيرة”.
كما أكد أنه “لا يمكن أن يكون لبنان مقسما، ولا يمكن أن يكون لبنان للمسلم دون المسيحي أو العكس، ولا يمكن القبول ببلد دون مشروع دولة جامع وأمن مجتمعي للمواطن، ولا عودة لكل المتاريس بكافة أشكالها، ولا نقبل بدويلات وإمارات، فالخيار النهائي والأكيد دولة شراكة وطنية للجميع بعيدا عن البكاء على الاطلال، بعيدا عن الارتزاق السياسي والأمني، وبعيدا عن لعبة الأمم الممنوعة أصلا، بل سنعمل جاهدين لمنعها حماية للبنان وعيشه المشترك”.
استكمل ققبلان قائلاً :”إن من يدفع البلد نحو البؤس والفقر، إنما يمهد للعبة خطيرة ومنها لعبة الفراغ الحكومي التي تدار على طريقة دوافع تغيير كبير يجري العمل عليه لتغيير الجغرافيا السياسية اللبنانية، ولا أظنه سيمر، لأننا لن نقبل بأي اختراق لشراكة هذا الوطن الجامع”.
وختم بالقول:”إن ترك البلد بلا حكومة إنقاذ بمثابة خيانة عظمى، وانتظار طبخة المنطقة يعني مزيدا من دفع لبنان نحو المجهول، الحل بحكومة مصالح وطن، إن استفاق أهل السياسة، وإلا فإن لبنان دخل مرحلة التحولات الكبيرة وزمن التسويات الفاسدة انتهى”.