جاء في “المركزية”:
أحدثَ لقاء رئيس الحزب “التقدمي الاشتراكي” وليد جنبلاط مع رئيس الجمهورية ميشال عون، صدمة سياسية، وكثُرَت التحليلات الصحافية حول مغزى وهدف الزيارة، فاعتبر البعض ان جنبلاط يقوم بتسوية كبرى ودخل على الخط مع الدول خصوصاً بعد لقائه العديد من السفراء المعتمدين في لبنان خاصة في دول القرار كالولايات المتحدة الاميركية وفرنسا وروسيا ومصر وغيرها، في حين ان البعض الآخر رأى ان جنبلاط يخشى من 7 ايار جديد او من خضة أمنية يكون عرابها “حزب الله” قد تطال الجبل فسارع الى الحفاظ على حقه. بينما اعتقد آخرون ان جنبلاط انتقل الى محور رئيس الجمهورية العماد ميشال عون والامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله وانقلب على الرئيس المكلف سعد الحريري ليحفظ رأسه. فأين الحقيقة بين كل هذه السيناريوهات؟
عضو “اللقاء الديمقراطي” النائب بلال عبدالله أكد لـ”المركزية” ان “كل هذا الكلام تجنٍ، حقيقة الموضوع ان جنبلاط تحسس قبل غيره، هو الذي حذّر منذ نحو سنة من مجاعة، ودعا الجبل الى الزراعة والعودة الى الأرض. حينها لامه كثيرون على موقفه هذا. اليوم وصلنا الى طريق مسدود، وارتفعت السقوف الى اعلى درجة بين الرئيسين عون والحريري، كل منهما وضع معايير ولديه حسابات”، لافتاً الى “ان في المبدأ نحن كنا متفاهمين اكثر مع الحريري وربما ما زلنا، لكن في نهاية المطاف هناك المصلحة الوطنية ومصلحة المواطنين، لا يمكننا ان نستمر في لعبة عض الاصابع وحافة الهاوية والبلد ينتهي ويحتضر”.
ورأى عبدالله “ان هذه المبادرة لها علاقة بوجع الناس، وجنبلاط دعا من خلالها الى حل الامور الصغيرة على الاقل اذا لم نكن نستطيع حالياً حل المسائل الكبرى المرتبطة بالصلاحيات الدستورية والدور المسيحي في الشرق ومحور الممانعة والاستراتيجية الدفاعية، بما ان كل هذه الامور تحتاج الى نقاش. ودعا جنبلاط الى التوافق أقله حول الاصلاح الاداري والمالي والاجتماعي والسير به قدماً، لأن الناس ماتت. هذا هو جوهر المبادرة”.
واعتبر “ان اي تفسير خارج هذا الاطار، يكون لغاية في نفس يعقوب، ومن يتهم جنبلاط بهذه الامور، يكون مرتبطاً بهذه الجهة او تلك، وبالنسبة لهم أصوات كهذه مزعجة، لأن عملياً، اذا أجرينا احصاء في الشارع، نجد ان الشعب آخر همه من معه حق أكثر في تشكيل الحكومة. الناس تريد حلولا سريعة، وفي الحد الأدنى والقليل من الاطمئنان لأنها تعيش في قلق”.
ما الذي سمعه جنبلاط من الرئيس عون، أجاب عبدالله: “لم يسمع منه، هو وضع رأيه بين يدي الرئيس ودعا للتسوية، الرئيس عون لم يعطَ رأيه. وتسوية جنبلاط تدعو كل الاطراف للتنازل لصالح البلد. وتجاوز مقولة، انا غلبتك وفرضت رأيي او انت غلبتني وفرضت رأيك. كل فريق يتنازل للقيام بتسوية حكومية سريعة تحل موضوع صندوق النقد الدولي والاصلاحات المطلوبة وأهمها الكهرباء، وتلجم ارتفاع سعر الدولار وتنظر في كيفية ترشيد الدعم”.
وقال: “ما قيمة عدد الوزراء وغيرها من الامور التي يتم الخلاف عليها اذا انتهى البلد. على اي بلد او اي ميزانية سيعمل الوزير، اذا اردنا تشكيل الحكومة مع كل الحسابات المطروحة، فلن نؤلفها. لو ان الحكومة الحالية تصرف اعمال والبلد في وضع طبيعي وحياة الناس الاجتماعية مستقرة لكنا انتظرنا، لكن نحن في انهيار يومي متسارع. هذه حقيقة مبادرة جنبلاط ومخطئ من يقول خلاف ذلك”.
وعن بوادر تشكيل الحكومة، اكد عبدالله “ان لا مؤشر ايجابيا حتى اللحظة، لأن ايا من الاطراف لم يبدل موقفه”، وختم: “ندعو الجميع للتنازل من اجل الوطن”.