جاء في “المدن”:
لا تزال عملية تمنيع اللبنانيين ضد فيروس كورونا تسير ببطء شديد. ما يقارب 43 ألف شخص إلى اليوم، تلقوا جرعتين من لقاحات “فايزر” في لبنان، أي ما يقارب 0.8 في المئة فقط من عدد سكان لبنان والقاطنين فيه مع اللاجئين والعمال الأجانب.
ومع الأمل بأن تتسارع وتيرة حملة التلقيح، بفعل وصول عشرات آلاف جرعات لقاح “فايزر” ومئات آلاف اللقاحات الأخرى، خلال الأيام المقبلة، فإنّ التأخير الحاصل في هذه العملية يترك البلد أمام خطر موجات إضافية من الإصابات، وخطر فتك سلالات جديدة من الفيروس باللبنانيين. في حين أنّ لبنان على موعد جديد من الفك التدريجي وشبه الكامل لإجراءات التعبئة العامة والإقفال الشامل يوم غد الإثنين، مع استعادة الحيوية إلى القطاع السياحي.
كل هذه الوقائع لا يمكن إلا أن تشير إلى أنّ خطر الوباء قائم وفاعل، مع ضرورة القيام بمراجعة فعلية لما قامت به السلطات المعنية في هذا الملف على مدى شهرين من الإقفال الأخير، الذي بدأ منتصف كانون الثاني الماضي، على مستوى تجهيز المستشفيات وأسرّتها لاستقبال أكبر عدد ممكن من الحالات الصعبة المصابة بالفيروس.
الخوف من السلالات
كلام مستشارة رئيس مجلس الوزراء للشؤون الصحية، الدكتورة بترا خوري، واضح في ما يخص حملة التلقيح. قالت الأخيرة إنّ “سبب البطء بالتلقيح يعود إلى عدم القدرة على تأمين كميّات كافية من اللقاحات، على أمل أن تصل دفعات جديدة وإضافية من اللقاح إلى لبنان”.
وفي الوقت نفسه، أكدت خوري على أنّ “معظم اللقاحات الموجودة تحمي 100 في المئة من الموت، ومن الوصول إلى مرحلة خطيرة من المرض”، مشيرةً إلى أنّ اللقاحات الحالية تغطي وتحمي من سلالات الفيروس المنتشرة. لكن حذّرت في الوقت نفسه من أنه “كلما تأخرنا بالوصول إلى نسبة مناعة مرتفعة كلما ظهرت سلالات جديدة”.
جرعة ثالثة للقاح الصيني
في سياق اللقاحات، أشارت صحيفة “واشنطن بوست” في تقرير لها، إلى أنه تمت دعوة عدد محدود من الأشخاص في دولة الإمارات لتلقي جرعة ثالثة من لقاح “سينوفارم” الصيني. إذ أثبتت فحوص الأجسام المضادة التي خضع لها هؤلاء عدم اكتسابهم المناعة الكافية بعد حصولهم على جرعتين من اللقاح.
وأكد رئيس قسم البحوث في “جي 42” للرعاية الصحية المسؤولة عن توزيع لقاح “سينوفارم” في الإمارات أنه “لا يزال يُدرس إمكانية إعطاء البعض جرعة ثالثة من اللقاح، وأنه يمكن لهؤلاء الأشخاص التواصل مع السلطات الصحية لتناول الجرعة الثالثة، وهو ما يمكن أن يحصل مع أي لقاح آخر”. واعتبرت الصحيفة الأميركية أنّ هذه الوقائع توسّع الشكوك حول فعالية هذا اللقاح مع العلم أنّ الشركة المصنّعة له أفادت أنّ نسبة فعاليته تقارب 79 في المئة.