ثورة ١٧ تشرين هي ثورة غضب الشعب ثورة عفوية بلمحة بصر إمتلأت الشوارع بالمواطنين الغاضبين المنتفضين على أحزابهم بالأغلب استمرت لشهرين تقريباً ثورة مستقلة نابعة من وجع الشعب ولكن بسحر ساحر تقلبت الظروف ودخلت الأيادي الخفية وانقسم الشارع بين شعب يريد التغيير منتفض لكرامته قبل جوع أولاده ثائر على الفساد والفاسدين مصمماً على التطهير والتنظيف لسلطة تعشش فيها الفساد من رأسها حتى قدميها وبين قسم متحزب تابع لأركان السلطة يتحرك بأمر من أسياده ويختفي بأمر أيضاً من أسياده …!
شاهدنا في الأسبوعين الماضيين فورة غضب وتسكير طرقات بالإطارات المشتعلة بكل المناطق اللبنانية تقريباً إحتجاجاً على ارتفاع الدولار في السوق السوداء وغلاء المعيشة والبطالة وعلى كل الوضع المذري الذي وصلت اليه البلاد والشعب، وفجأة بسحر ساحر أيضاً همدت الفورة علماً أن لا الدولار انخفض ولا المعيشة تحسنت ولا البلد تعافى … مالذي يحصل مع الشعب ومن يحرك الشارع ويهمده…؟
في بداية ثورة ١٧ تشرين شاهدنا مسيرات ضخمة وكانت شعاراتها وطنية تغييرية مئة في المئة أما اليوم نرى بعض المسيرات الحاشدة القليلة بشعارات تمييزية متحيزة هادفة ومستهدفة لقسم من أركان السلطة وخطابات سياسية انقسامية من ورأها …؟
مع العلم أن التاريخ يثبت في لبنان أي تحرك يهدف لشيطانة فريق يقوي الفريقين معاً ولكن ما لم يثبت بعد لقسم من الشعب أن الفريقين يختلفان ليفرقان الشارع ويجتمعاً ولا يقبلا الا أن يكونان معاً في الحكم والتحكم بالحكومات التي مرت على لبنان …
اليس هناك مواطنين مستقلين بالتفكير والتحرك..؟
طبعاً هناك مواطنين كثر وطنيين لبنانيين مستقلين أحرار بالتفكير والتصرف ولكن مهمشين إعلامياً ولذا لا يصل صوتهم الحر الصادق لا تصل صرختهم التي تنبذ كل مسؤول كان مسؤول من العام 1990 حتى يومنا هذا لا يميزون الفاسد على طائفته ومذهبه ويعتبرون أن الفاسد لا دين له مواطنين إجتمعوا من كل المناطق ومن كل الطوائف واتفقوا على ان الدولة يجب أن تكون مدنية بعيدة عن كل الاحزاب الطائفية وأكدوا أن المواطنين يجب أن يكونون متساويين في الحقوق غير متميز مواطن عن آخر …أعلنوا أنهم يريدون أن يحكم القانون في الوطن وليس الطائفة وصرخوا أن المواطن لا تميزه الفئة المذهبية بل يميزه عمله وانجازه وتحت سقف القانون يجب أن يكون كل انسان يعيش على الارض اللبنانية مهما علا مركزه الوظيفي … هؤلاء كثر ولكن الاعلام بخفي صوتهم عن العالم والرأي العام المحلي والعالمي ترى هل هذا مقصود أم ان الاعلام المتواجد في الشارع لا يسمع صوتهم …؟
سنتابع كل ما يجري على الارض وفي الخفاء ولن يتغير اتجاه البوصلة الهادفة لبناء الوطن ودولة القانون وسيستمر السعي لتحقيق الهدف ولو كان الأمر صعباً ولكن مهما كان صعب لن يكون مستحيلاً بالتصميم والارادة يتحقق الهدف … وبالاستمرار بالمطالبة بالحقوق والسعي لانتزاعها لن يضيع الحق … وبوجود ثوار كثر مستقلين صادقين مصممين على التغيير والتطهير سيسترجع الوطن وطناً ليعيش فيه كل لبناني مواطناً معززاً مكرماً … فصوت الحق مهما حاول البعض اخفاءه سيصل صداه ويهز الجبال وينتصر …!
بعيد الأم نختم لنعايد كل الامهات وخصوصاً أم كل شهيد ارتفع في هذا الوطن وروى ترابه بدمائه الطاهرة استشهد لأجل كل الوطن ليبقى الوطن وطن وليعيش أهله معززين مكرمين …
لكل أم شهيد سنقول دموعك غالية وهذا اليوم وكل يوم ستبقين أنتي الأم الغالية في هذا الوطن ولو كنا اليوم نمر بأزمة ضمير لدى المسؤولين ولكن مستمرين إلى أن ينتصر الحق على الباطل وهذا وعد …!
خاص ميدان_برس مارسيل راشد