جاء في “المركزية”:
ليست الحملة التي تخاض من قِبل محور الممانعة وإعلامه ومَن يدورون في فلكه، ضد الجيش اللبناني وقيادته في شكل خاص، جديدة. فهي انطلقت منذ اشهر عدة، مصوّبة على ادائها، وعلى دورها في الاحتجاجات الشعبية التي “لم تُقمع كما يجب”، وعلى المساعدات التي تصل الى المؤسسة العسكرية من الدول الكبرى، وعلى موقفها من التعيينات العسكرية التي تمّت، ومن آلية إتمامها.
غير ان هذه الحملة، وفق ما تقول مصادر سياسية سيادية لـ”المركزية”، استعرت واشتدت في اعقاب كلمة قائد الجيش العماد جوزيف عون الاسبوع الماضي، والتي رفع فيها السقف عاليا، واضعا الطبقة السياسية بأسرها أمام مسؤولياتها ازاء شعبها وناسها الذين باتوا فقراء وجائعين، والجيشُ اللبناني من هؤلاء الناس، رافضا خفض ميزانيات المؤسسة الامر الذي يتهدد مصيرها ومعنويات عناصرها، ومؤكدا انه يحترم حق الناس في التعبير عن غضبهم ووجعهم ضمن الاطر السلمية والقوانين المرعية الاجراء…
هذا الكلام يبدو أزعج كثيرا، فريقّ 8 آذار، فاشتدت حملاتهم على العماد عون، معتبرين انه “نزل الى حلبة السباق الى رئاسة الجمهورية”، وانه يحاول باكرا تقديم اوراق اعتماده لدى العواصم الكبرى الفاعلة لبنانيا، وعلى رأسها واشنطن، كمرشّح قوي يصلح ان يتربّع على الكرسي الاولى كخلف لرئيس الجمهورية العماد ميشال عون”.
ولم يكتف هؤلاء برسم هذه الصورة، بل ذهبوا عبر الصحف والمنابر الاعلامية المتلفزة التابعة لهم، وعبر جيشهم الالكتروني، الى حد القول ان جوزيف عون ينفّذ اجندة الاميركيين في لبنان وهدفه تحويل الجيش مؤسسةَ في يد الادارة الاميركية، يموّلونها، ويدرّبونها، ويزوّدونها بالعتاد والسلاح على انواعه، حتى تتمكّن واشنطن، في المرحلة المقبلة، من تفعيل ضغوطها لنزع سلاح حزب الله، بذريعة ان “الجيش بات قادرا وحده على حماية لبنان وحدوده، ولم تعد هناك اي حاجة ليبقي الحزب على سلاحه”، الامر الذي يعني، في مفهوم “الممانعين”، كشفَ ظهر لبنان امام العدو الاسرائيلي وإضعافه في صراعه مع الكيان العبري عبر إفقاده أبرز اوراقه في هذه المواجهة، حزبُ الله.
وفي وقت تسأل عن موقف وزارة الاعلام والمجلس الوطني للاعلام من هذه الحملة التي تعتبر “تخوينا” للجيش اللبناني، وقائده، وعن الدور المفترض ان تلعبه هذه الجهات، تقول المصادر ان ما يحصل مؤسف وبات مكشوف الاهداف: المطلوب، في حسابات المحور المقاوم، إنهاء كل ما يدل الى ان في لبنان “دولة”، عبر إسقاط كل المقوّمات والقواعد التي تقوم عليها الدول – الديموقراطية طبعا، ذات الاقتصاد الحر الليبرالي، التي تشبه العالمَ الحرّ.
وبينما يعتبر الجيش الواحد الموحد، القادر والقوي، أهمّ هذه الأُسس، تماما كما المصرف المركزي، وحرية التعبير والتنوع في الآراء، فإن هذه النقاط المشعّة كلّها، التي لطالما تميّز بها لبنان، نراها تتعرّض اليوم لعملية هدم ممنهجة، ولتشويه وتصفية، عبر “شيطنة” المؤسسة العسكرية وحاكمية “المركزي” ومحاولة تحميلها منفردة مسؤولية الانهيار المالي الاقتصادي، وعبر ايضا، ملاحقة النشطاء والثوار، وتصفية قادة الرأي المعارضين للمنظومة وللظلامية ولسياسة كمّ الافواه، وكان آخرهم الكاتب لقمان سليم المعارض بوضوح لحزب الله وسياسياته… فهل الفريق الآخر، “السيادي”، واع لهذا المخطط، وموحّد كما يجب، للتصدي له.. أم لا؟