إلى مرضى الفشل الكلوي: احذروا هذه المعادن الغذائية!

إنّ الكلى من أهم الأعضاء في جسم الإنسان. إذ تقوم بتصفية الدم وإفراز الفضلات وفائض السوائل إلى البول. إلا أنّ المشكلة تكمن عند إصابة وظيفة الكلى بتضررها أو بضعف أدائها، نتيجة تراكم الفضلات وفائض السوائل في الجسم، ما يؤثر في صحة الفرد. وتزامناً مع اليوم العالمي لفشل الكلى، الذي حددته منظمة الصحة العالمية، في الأسبوع الثاني من شهر آذار (مارس). ما هي أسباب هذه الحالة الصحية؟ وكيف يؤثر النظام الغذائي في علاج أو مضاعفة المشكلة؟

انطلاقاً من أهمية هذا الموضوع، أوضحت إختصاصية التغذية ماريال منصور أبرز المعلومات المرتبطة بالفشل الكلوي.

أولاً- أعراض الفشل الكلوي

تختلف أعراض الفشل الكلوي بين فردٍ وآخر، وفق وضعه الصحي، وعوامل عدّة، إلا أنّ أبرز العلامات التي تشير إلى هذه الحالة الصحية، تتمثل بانخفاض كمية البول، والتقيؤ، ونقص في الشهية، والتعب وصعوبات في النوم.

إضافة إلى هذه الأعراض، قد يصاب المريض بانقباض العضل أو حكة في الكاحلين. هذا ولا تنذر هذه المؤشرات بوجود مشكلة في الكلى، بل أيضاً تشير إلى آثار صحية أخرى. من هنا، قد يتأخر تشخيص هذا المرض.

ثانياً- أسباب الفشل الكلوي

تعدّ الأمراض المزمنة المسبب الأول لفشل الكلى أو ظهور خلل في وظيفتها. وقد يكمن السبب نتيجة الأدوية التي يتناولها الفرد وعدم الالتزام بنظام غذائي متوازن.
ثالثاً- مضاعفات الفشل الكلوي
إنّ أبرز الآثار الجانبية الناجمة عن الفشل الكلوي، ترتبط باحتباس الماء في الجسم، وفقر الدم، واضطرابات في القلب، ومضاعفات أخرى وفق حالة المصاب الصحية.

رابعاً- الغذاء والفشل الكلوي

برأي منصور أنّ النظام الغذائي لمرضى الفشل الكلوي، من أهم الشروط الصحية للحفاظ على الوزن المناسب، من أجل التحكم في ضغط الدم ونسبة السكر في الدم. وبالتالي، يحدّ من تفاقم أمراض الكلى وتجنّب المشاكل التي تنتج عنها.

ويهدف اتباع نظام غذائي مناسب لمرضى الكلى، وتجنب تناول أطعمة غنية ببعض المعادن التي تؤذي الكلى، لمنع تراكم هذه المعادن في الجسم التي تؤدي إلى مشاكل كثيرة.

ما هي أبرز هذه النصائح؟
قدّمت إختصاصية التغذية العلاقة بين العناصر والمعادن الغذائية وتزايد مشكلة الفشل الكلوي. ومن أهمّها:

أولاً- الملح (الصوديوم): لا تستطيع الكلى التخلص بشكل صحيح من كمية الصوديوم الزائدة في الجسم في حال وجود خلل في أدائها. ويتسبب تراكم الصوديوم بارتفاع ضغط الدم، وتورّم في الساقين واليدين، وإرهاق القلب وتضخّمه ومشاكل في التنفس بسبب تراكم السائل في الرئة.

لذلك، من الضروري الحدّ من تناول الصوديوم من خلال قراءة ملصقات القيمة الغذائية حيث يتم تحديد محتوى الصوديوم. إضافة إلى تجنّب الأطعمة المصنعة المعلبة والمجمدة. من هنا، يُنصح المصابون بأمراض الكلى بالحدّ من كميات الصوديوم المتناولة بألا تتجاوز 2000 ملغرام في اليوم الواحد.

ثانياً- البوتاسيوم: عندما تفشل الكلى بالقيام بوظائفها، تتراكم مستويات البوتاسيوم في الدم، ويمكن أن يسبّب بمشاكل قد تكون وخيمة على مستوى القلب، كضربات قلب غير منتظمة، نبض بطيء، ضعف في عضلات القلب، أزمة قلبية وصولاً إلى السكتة القلبية التي تؤدي إلى الموت.

ومن هذه الأطعمة الغنية بالبوتاسيوم والتي يُنصح بالحدّ منها: الموز، البطاطا، البندورة، الحليب والألبان، الخضار الورقية، البرتقال، الكيوي، المانغا، الأفوكا، الفواكه المجففة والمكسرات.

ثالثًا- الفسفو: عند وجود مشاكل قصور الكلى، ترتفع مستويات الفوسفور في الدم الذي يؤثر بدوره على سحب الكالسيوم من العظام مما يسبب بضعف العظام، ويؤدي إلى ترسبات الكالسيوم في الأوعية الدموية والرئتين والقلب والعينين. وبالتالي، تؤدي إلى مشاكل في أعضاء وأنسجة كثيرة في الجسم.

ويتواجد الفوسفور في الكثير من الأطعمة، منها: اللحوم والأسماك والدجاج والبيض، الحليب والألبان، البقوليات، البذور والمكسرات والمشروبات الغازية.

رابعاً- البروتين: على الرغم من حاجة الجسم للبروتين لبناء العضلات، وإنتاج خلايا الدم الحمراء، وتصنيع الهرمونات، إلا أنه في حالة الفشل الكلوي، تفشل الكلى المتضررة من إزالة فضلات البروتيين في الجسم والتي تؤدي إلى مشاكل كثيرة.

لذلك، على مرضى الكلى التقيّد بنظامٍ غذائيٍ معتدل المحتوى من البروتين. وتتواجد في الدجاج، البيض، اللحوم، السمك، الألبان والأجبان، البقوليات والحبوب.

خامساً- السوائل: يؤدي تراكم الماء والسوائل في الجسم بسبب خلل في وظائف الكلى إلى مشاكل في القلب والرئتين. ويعاني مرضى الكلى من مشاكل في إنتاج البول، مما يؤدي إلى زيادة السوائل في الجسم. لذلك، من الضروري جداً الانتباه إلى كمية السوائل حيث يتم احتسابها من قبل الإختصاصيين المتابعين للمريض.

كذلك، ينصح بضبط كمية السوائل المتناولة والإلتزام بكمية المياه المحددة من قبل الإختصاصيين وتجنب الأغذية الغنية بالسوائل كالشوربات والعصائر والمشروبات الغازية.