مرة جديدة يكتشف اللبنانيون أنهم “أيتام على طاولة لئام”، وأن ما يواجهونه من مآس ومعاناة وفقر وجوع ويعترضون عليه، يقاس في إجتماعات قصر بعبدا بالطرقات المقطوعة ويوضع في خانة الأعمال التخريبية الهادفة الى ضرب الاستقرار والنيل من الدولة ورمزها.
قطع الطريق “مرفوض” في قاموس رئيس الجمهورية ميشال عون، والهجوم على العهد لدى مستشاري البلاط “جريمة لا تغتفر”، لكن الانهيار الاقتصادي والمالي والبنيوي للدولة ومؤسساتها وأجهزتها “مسموح”، والامعان في إذلال اللبنانيين وتحويلهم الى شعب جائع يتقاتل على الغذاء المدعوم “مسألة فيها نظر”.
فرض الغضب نفسه على المناطق اللبنانية أمس إحتجاجا على الأوضاع المعيشية المزرية، وتُرجم تقطيعا لأوصال الوطن بـ”زنار نار” من الاطارات المشتعلة، من أجل ايصال صرخة مدوية عن وجع لبناني غير مسبوق الى أركان السلطة الذين أثبتوا مجددا أنهم يعيشون على كوكب آخر، وأن إجتماعاتهم تبحث في كل شيء إلا في أصل الأزمة، فكان إجتماع بعبدا “لزوم ما لا يلزم”، كونه لم يأت بحل ولم يطمئن مواطنين إستوطنوا الشارع خوفا من مستقبل مجهول