كتبت رانيا شختورة في “أخبار اليوم”:
17 مرة كرر البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي عبارة “لا تسكتوا” امام الحشود التي امت بكركي في السبت الكبير في 28 شباط الفائت، حيث عدد الازمات التي يعاني منها لبنان والتي ادت الى الانفجار، ومن دون ان يحرك المسؤولون قيد انملة من اجل معالجته…
وبالامس واصل الراعي نبرته العالية، فقال: “خير أن ينفجر الشعب ويبقى الوطن من أن ينفجر الوطن ولا يبقى الشعب”. فأين هي البطريركية المارونية من “اثنين الغضب” وما سبقه وما قد يتبعه من تحركات في الشارع؟
رأت مصادر مسيحية قريبة من بكركي ان البطريركية المارونية، اصبحت بشكل او بآخر، تقود المعارضة في لبنان، وفي موازاة ذلك هناك شارع متحرك سيشهد في الاسابيع المقبلة نوعا من “التأطير”، لان ليس كل الحراك بريء، بل الجميع يعلم ان هناك مندسين. وقالت: الكنيسة المارونية، وبطريقة غير مباشرة، ستقود غربلة مطالب الشارع.
واذ اكدت، عبر وكالة “أخبار اليوم” ان البطريرك الراعي سينتقل الى اكثر من دولة حاملا المبادرات التي اطلقها من الحياد الايجابي الى المؤتمر الدولي، كشفت المصدار ان مشهدية بكركي في “السبت الكبير”، حملت اكثر من رسالة الى كل من يعنيه الامر، حيث للمرة الاولى منذ تولي الراعي حبريته، تشهد بكركي هذا الحشد الشعبي. وفي الخطاب الذي تلاه، اراد الراعي التأكيد ان مطالبه ليست يتيمة، بل هي محتضنة ومحصنة من الشعب وعدد كبير من الاطراف السياسية، وما حضور الشخصيات من طوائف عدة (غير المسيحية) الا دليل على ان بكركي لا تعمل مسيحيا بل وطنيا!
وسئلت: لماذا إستمرار العظات العالية السقف رغم الرسائل التي وصلت الى الراعي حول الإستعداد للحوار والتعاون للتوصل إلى مخارج مشتركة، لا سيما من قبل حزب الله؟ اجابت المصادر: البطريرك لم يطلق نداءاته او مبادراته من العدم، بل هو يستشرف تطورات المرحلة اقليميا ومحليا ودوليا، ويجد ان الفرصة مؤاتية لانقاذ لبنان مما يعانيه منذ سنوات طويلة. وبالتالي الموضوع ليس رفع سقوف وخفض اخرى، بل انه يرفع مطالب حق لجميع اللبنانيين، واي مساومة حولها تعني القبول بطريقة غير مباشرة بالانهيار الحاصل في الدولة اللبنانية.
وفي هذا السياق، أشارت المصادر إلى ان الراعي، يعرف ان هناك محاذير امام الحوار المباشر مع حزب الله، لذا كان الخيار الاتجاه نحو لجنة تتألف من المطران سمير مظلوم والأمير حارس شهاب (عن بكركي) ، والقياديّين في الحزب: محمد الخنسا ومصطفى الحاج علي.
وأضافت: في ذلك اشارة الى ان بكركي لا تقفل ابوابها، انها تحاور وتؤيد الكلام المباشر مع الجميع… ولكن في المقابل ليس مع شخص البطريرك، لان الوقت لعقد لقاء بينه وبين وفد من حزب الله لم يحن بعد.
وكشفت المصادر ان وفد حزب الله حاول ان يحصل لقاء مباشر، لكن الراعي كان جازما في هذا الموضوع ان من يكلفهم يمثلون بكركي.