أشار النائب السابق أنطوان زهرا إلى أنّ “أحداً لا يستطيع أخذ لبنان، لا إيران ولا أخصامها”، لافتاً إلى أن “عظَمة دور بكركي التاريخي والذي يجسّده البطريرك الراعي في أنها المؤتمنة على الكيان ببعده الجغرافي وهويته وميزة التنوع بالوحدة والمساواة بين المواطنين وكلّما تحقّق استقرار في هذا المنحى تنصرف للعمل الديني البحت وكلما فقد هذا المنحى تصوّب الموضوع من دون الانغماس في السياسة”.
وأضاف عبر إذاعة “لبنان الحر”: “الانزلاق الى القعر مستمر على مختلف المستويات والمؤسف اننا نتعاطى مع تحالف سلطوي يستخدم الكوارث ليعوّم نفسه لافتًا الى أنّ أساس المشكلة التي وصلنا اليها اليوم سبق أن قالها الرئيس عون عندما كان رئيساً للتيار الوطني الحر في 7 أيار، ركب التران عالسكة واليوم عرفنا مين التران ومين السكة”.
وقال: “هم يتصرفون من ناحية محاولة احتواء بكركي وعندما لا تطيع تُهاجَم ويعاد الحديث عن فصل الدين عن الدولة. سيف النصارى الذي يعتبر انه يستطيع أن يخاطب البابا فرنسيس من دون المرور بالبطريرك يعد تجاوزاً لدور الكنيسة الوطني ومحاولة تدويل غير طبيعية فالمطالبة بمؤتمر دولي ليس جريمة بل الجريمة الالتفاف على دور بكركي الوطني”.
واعتبر زهرا أنّه “إذا أعلن اليوم حزب الله انسحابه من اليمن وسوريا وبادر الى الالتزام بتحييد السلاح لا يعود هناك حاجة لمؤتمر دولي والأمين العام لحزب الله حسن نصرالله بلغ به الاعتزاز بالثقة من موقع الآمر الناهي استخدام صديق للوصول الى بكركي فهو يعتبر أن العودة الى أيّ حياة سوية في الدولة لن يكون الا على حساب دوره المفتعل بالسلاح والمال الإيراني والمشروع الإيراني والمشكلة هيمنة السلاح على كلّ حياتنا الوطنية”.
ورأى زهرا أن “القيم التي تحملها بكركي في كلّ أزماتها والبطاركة الذين مروا عليها ليسوا بطاركة استقلال انما هم قديسو لبنان وهاجسهم واحد ان يكون طريق لبنان الى السماء وليس جهنم”. وأكد “السعي لإعادة لمّ شمل 14 آذار ونحن في الاتجاه نفسه مع المستقبل والاشتراكي والخيمة لها هي البطريركية المارونية ويجب ألا نسعى لاحتوائها او الالتفاف عليها لكن بعض الأطراف لديهم حسابات أخرى”.
ورأى أنّ “الأيام أثبتت ان العائق امام كل الحلول هو وجود السلاح وشرف لنا ان ندعي اننا لا نريد من المؤتمر الدولي سوى التخلص من السلاح”.
وأوضح أنّ “القوات اللبنانية” التي فكرت بالفيديرالية في نهاية الحرب بسبب استحالة الحلول كانت من متبنّي الطائف مع البطريرك صفير ودفعت الثمن في حرب الإلغاء والقوات اليوم تحترم التنوع”.
واستطرد قائلاً “إنّ المشكلة ليست بين الراعي وحزب الله بل دور لبنان الدولة وحزب الله لافتًا الى أنّ الراعي لا يواجه أحداً بل هو خائف على المصير ويقول، يا عالم احمل مسؤوليتك، فالأمم المتحدة وجدت لضمان حقوق الدول الصغرى وهذا ما يحاول البطريرك ان يفعله فنحن عضو مؤسس وفاعل وملتزم في الأمم المتحدة فبكركي مرجعية وطنية وليست طائفية وهي المرجع دائماً وأبداً”.
وأشار زهرا الى أن “كل من يفكر بأي اطاحة بالمناصفة يؤدي الى الإطاحة بجوهر لبنان”، معتبرًا أنّ “الخروج من المناصفة لا يكون إلا بالخروج من الطائفية السياسية بشكل طويل الأمد وهذا بعيد المنال في ظل وجود السلاح”. وقال: “لبنان لن يرى الخلاص لأن حزب الله يهيمن على العنوان الإقليمي ولا نرفض تأليف حكومة اذا استطاعوا تشكيلها”. وتحدّث عن أنه بعد 17 تشرين انهارت الثقة والمؤسسات واظهر الشعب انه تراجع عن ثقته بالمجلس الحالي فالسلاح تمكن من رقابنا وخذلنا عندما اكتسب الشرعية من هذا العهد”.