جاء في “المركزية”:
أثار الموقف الروسي من ملف تشكيل الحكومة وخصوصاً من الثلث المعطل وتأييد الرئيس المكلف سعد الحريري، استغراباً واسعاً على الساحة المحلية، خصوصاً وان البعض قرأ فيه رسالة للعهد. فاتخاذ روسيا، التي يعتبرها العهد في مقلبه، موقفاً مماثلاً وإعلانها بأن لا ثلث معطلاً لأي طرف، هو موقف كبير، خصوصاً في هذا الظرف الدقيق والحسّاس. لماذا هذا الموقف العلني والمباشر وفي هذا التوقيت بالذات؟
مصادر مطلعة على الموقف الروسي عن كثب أكدت لـ”المركزية، “ان المسؤولين الروس يرون ان التأخير في تشكيل الحكومة أصبح غير مقبول، في ظل تردي الأوضاع وتراجعها خصوصاً اقتصادياً. وأعربوا عن أسفهم أنّ السياسيين اللبنانيين أو على الأقل البعض منهم، لا يرى المشاكل والأزمات التي تتعمّق، وان بعض الدول الاجنبية أيضاً وليس فقط العربية يهمهما مصلحة لبنان اكثر من بعض السياسيين في لبنان ومنها روسيا التي تُعتبر دولة صديقة منذ زمن بعيد”.
ولفتت المصادر الى “أن المسؤولين الروس يتابعون الاوضاع ويرون ان العرقلة “غير منطقية” إطلاقاً و”غير مبررة” بحسب تعبيرهم، ولا يجوز من أجل ثلث معطل ان نخرب بلداً. لهذا تدرج الموقف الروسي من النصيحة والتمني الى الموقف العلني الداعم للرئيس الحريري في تشكيل حكومة “مهمّة” يتمثل فيها كافة الفرقاء، اي انهم ضد إقصاء أي طرف، شرط ألا يكون لأحد الثلث المعطل، لأن التجارب في الماضي كانت خير دليل، ان بوجود الثلث المعطل، تتعرقل الحكومة ولا يمكن اتخاذ اي قرار، وبالتالي يغرق البلد اكثر في أزماته”.
هذا الموقف تم إبلاغه، من المسؤولين الروس الى السفير اللبناني في موسكو شوقي بو نصار، من قبل مبعوث الرئيس الروسي إلى الشرق الأوسط وأفريقيا نائب وزير الخارجية ميخائيل بوغدانوف الذي التقاه بو نصار في موسكو وجرى التباحث في الأزمة الاقتصادية والملف الحكومي والعرقلة المتمادية.
وتخلص المصادر الى القول بأن وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف الذي زار موسكو منذ ثلاثة اسابيع أبلغ الروس، بأن إيران ايضاً لا تحبذ حصول اي فريق على الثلث المعطل وهذا ما انعكس في كلام الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله خلال اطلالته الأخيرة منذ أيام، حين اعلن انه لا يجوز ان يحصل اي فريق على الثلث المعطل. وهذا ما يزعج، بحسب المصادر، رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل، الذي شعر ان موقف القوى الفاعلة، خاصة ايران وروسيا، واحد ضد حصول اي طرف على الثلث المعطل”.