كتبت غادة حلاوي في “نداء الوطن”:
بين الوزير السابق غازي العريضي والصراحة علاقة قديمة. من دون قفزات يسمي الاشياء بأسمائها ويقول إن ثمة عبثية في التصرف من قبل فريق، يعتقد انه امسك بزمام السلطة ويريد ان يدير كل شيء وفق اهوائه، ويقصد به ممن يقصدهم رئيس الجمهورية بشكل اساسي من دون ان ينسى من جاء بميشال عون رئيساً للجمهورية، أي سعد الحريري، والذي عليه ان يتحمل مسؤولية افعاله. يسأل اين المعيار الواحد في التعاطي وهل طبقوا الدستور في السنوات الماضية؟
ما هي الاسباب الحقيقية التي تمنع تشكيل الحكومة؟
إذا كان ثمة عامل خارجي يمنع تشكيل الحكومة فان العنصر الداخلي هو الاكثر تأثيراً. والسبب هو الاحقاد والخفة والاستخفاف وسوء التقدير والتدبير.
من يحقد على من؟
الكل، خصوصاً المعنيين. ثمة عبثية في التصرف من قبل فريق أساسي يعتقد انه امسك بزمام السلطة في البلد ويريد ان يدير كل شيء وفق اهوائه ومصالحه، وبالنظر لتجاربه فالنتائج معروفة لاننا عشناها كلبنانيين. وهذا كله لا علاقة له لا بالدستور ولا بالسياسة ولا بالمصلحة الوطنية، لا يمكن ان ينتج الا ما نحن عليه الآن.
تتحدث عن رئيس الجمهورية؟
هو اساسي في طريقة التعاطي وهذا اكيد، ويتحمل المسؤولية الكبرى. بالمقابل لا يمكن ان انسى من جاء بميشال عون. وهذا موقفي الثابت. عندما يتحدثون عن معيار واحد فأنا التزم بالمعيار الواحد وهو أن التفاهمات يجب ان تقوم على اسس سياسية. ماذا وعدونا عندما انجزوا الاتفاق؟ كنت دائماً أقول انه اتفاق مصالح وليس تسوية سياسية. لو كان تسوية سياسية لشهدنا ممارسات مختلفة تماماً. عندما كان العشق والغرام بين الفريقين تمت استباحة الدولة بالكامل، وتناسى كل فريق من الفرقاء المتفاهمين كل ما كانوا يتهمون بعضهم به. فهل كانت مصلحة الدولة تقتضي ذلك؟ الى اين وصلنا واين مصلحة الدولة اليوم؟
رئيس الجمهورية ارتكب خطيئة كبرى واخطأ في طريقة التعاطي، مع كل الاحترام له ولموقع الرئاسة، والسبب انه لا يمكن ان يطل على اللبنانيين وعلى فريق اساسي منهم بالكلام الذي قاله عن رئيس مكلف. بغض النظر عن رأينا او رأيه او رأي اي طرف بالرئيس المكلف وادارته في عملية تشكيل الحكومة.
تقصد التسريب المسجل؟
طبيعي، وكان امراً مقصوداً كما هو معروف. ثمة فريق يتصرف على اساس ان كل من فيه وكل من انتسب اليه هو من جنس الملائكة والرسل، أما كل الآخرين فهم شياطين ومدانون وفاسدون وارتكبوا ما ارتكبوا، وهذا لا يجوز، لذلك الامور لا يمكن ان تسوى.
الا يحق لرئيس الجمهورية و”التيار الوطني الحر” ان يعاملا بمثل ما يعامل الآخرون ويتم الوقوف على رأيهما؟
شخصياً كنت مع التشاور المفتوح مع كل القوى. لكن هذا لا يعني ان يكون ثمة اصرار على احتكار بالكامل وتحت عنوان موقع رئيس الجمهورية ودوره في تشكيل الحكومة. رئيس الجمهورية هو رئيس للجمهورية وليس للفريق المسيحي مع احترامي وتقديري لهذا الفريق. اذا كان رئيسه فداخل هذا الفريق تناقضات وخلافات كبيرة وموازين قوى مختلفة تماماً عما كانت عليه الموازين عند انتخاب الرئيس الحالي. هو رئيس كل اللبنانيين والمؤتمن على الدستور بالكامل، ويمكنه ان يجد صيغة للتفاهم مع الرئيس المكلف. عندما نسمع في البيانات الرسمية ان كرامة رئيس الجمهورية هي كرامة جميع اللبنانيين، اوافق على هذا الامر، لكن من يحفظ هذه الكرامة قبل كل اللبنانيين؟ الرئيس ومن يؤيده. ولماذا لم نسمع هذا الكلام من الرئيس ميشال سليمان؟
كان يشكو ايضاً من عدم التوازن في الصلاحيات؟
بغض النظر. دائما يعودون الى نغمة المعيار الواحد فأين هو المعيار الواحد في التعاطي مع رئيس الجمهورية ايا يكن رئيس الجمهورية. انتم تقولون موقع رئيس الجمهورية لكن شرط ان يحترم اي رئيس هذا الموقع ويعرف كيف يحفظ كرامته وهيبته ودوره. حين كان الرئيس اميل لحود قامت الدنيا في وجهه ألم تكن كرامة الرئيس من كرامة اللبنانيين وهل كان ثمة لبنانيون آخرون في البلد؟
ما يطلبه عون هو تطبيق الدستور اي تشكيل حكومة بالتوافق بينه وبين الرئيس المكلف؟
هل طبقوا الدستور خلال السنوات الاربع الماضية في تركيب الحكومات والتعيينات والتعاطي مع الشؤون السياسية وادارة شؤون البلد، وفي القضاء والامن والادارة والديبلوماسية وفي البيع والشراء؟ اعود الى المعيار الواحد فهل هو “نوبة” او “غب الطلب” نستعين به عندما نحتاج اليه؟ الدستور ليس غب الطلب والمعيار الواحد ليس غب الطلب.
خلال مرحلة معينة أسقطوا فيها كل هذه الشعارات والمعايير واستباحوا فيها كل شيء، والطرف الآخر ايضاً يتحمل كل مسؤولية. كانوا شركاء. نستحضر الدستور فجأة ونعطل كل شيء في البلد لاننا على قاب قوسين من انتهاء ولاية، ولا نقيم مراجعة ذاتية نقدية لماذا وصلنا الى ما وصلنا اليه ولم نتمكن من تحقيق ما كنا نصبو اليه، وندفع بلبنانيين الى دفع الاثمان الكبرى؟ هذا نوع من العبثية. ثم يقولون لم يدعونا نعمل فهذا معناه انكم كغيركم واكثر والفرق انهم “خلوكم وكثروا” انما ادارتكم لم تكن صحيحة.
ألا تعتبر ان الرئيس المكلف يتمسك بشروطه لسبب متصل بحكومة قد تحكم في المستقبل؟
لا ادافع عن ادارة سعد الحريري في شؤون الدولة ولا في عملية تشكيل الحكومة. لكن عندما سمعنا ما سمعناه ونقف عند المعيار الواحد الذي يرفع من قبل فريق فأضع هذه الامور في نصابها. لم أقل ان الحريري لا يتحمل جزءاً من المسؤولية وجزءاً أساسياً ايضاً. ثمة من يقول اكثر من ذلك. وقد سمعنا في التداول السياسي ان الحريري لا يريد تشكيل الحكومة لانه يتجنب اتخاذ القرارات غير الشعبية كرفع الدعم وغيرها. وهذا خطأ وخطير. ويقول انه يسعى من جولاته الى ترميم العلاقات العربية فيما هو يحاول ترميم علاقاته العربية. انا لا ادافع وانما أصف الحالة السياسية القائمة في البلد.
في ذكرى 17 عاماً على استشهاد والده ودخوله عالم السياسة ما هو تقييمك لاداء الحريري؟
التجربة تجيب على هذه الاسئلة كلها. بعد صمت طويل لست في موقع مناقشة مثل هذا الموضوع. منذ استشهاد الرئيس رفيق الحريري حتى الآن لم أقل كلمة عنه بعد. لست في موقع الحديث احتراماً للرجل. رفيق الحريري ظلم في حياته وظلم بعد استشهاده وانا اعني ما اقول، ورغم كل ما يقولون عنه فهو ظلم ومن خسائر لبنان الكبرى.
وهل الذين تحدثوا انتهكوا حرمته؟
أساؤوا اليه حتى المقربون منه. والآخرون ألحقوا فيه من الظلم ما لا يحتمل. نعم، عدد من الذين يعتبرون انفسهم مقربين وسياسيين لامعين وكباراً في البلد، أساؤوا الى رفيق الحريري وهو كان اكبر من ذلك. اقرب الناس الصادقين قالوا كلمتهم والوقائع تثبت نفسها ونتائج تلك التجربة.
ما هي نصيحتك لسعد الحريري في ذكرى اغتيال والده؟
لست في موقع النصح اطلاقاً وانا صاحب رأي متواضع وثمة كثيرون لا يقبلون النصح ولا الرأي. والاجوبة موجودة في كل السنوات السابقة وبصماتها ونتائجها.
هل تؤيد التدقيق الجنائي؟
انا مع التحقيق الجنائي في كل مؤسسات الدولة ولا اقف عند فريق تولى المسؤولية.
حتى رياض سلامة؟
بمن فيهم رياض سلامة. الذين يتحدثون عن المعيار الواحد سمعنا كلاماً انهم ذهبوا وقدموا مستندات امام القضاء وامام الرأي العام ورفع السرية المصرفية وهذا جيد، لكن اذا كنتم مبادرين فلماذا لا تبدأون بالكهرباء وتعطون المثال.
هذه مسؤولية القضاء؟
ومن يمسك بالقضاء؟ ومن يمنع المباشرة بهذا الموضوع. أعلنها لاول مرة انا ذهبت الى القضاء اكثر من مرة ومن دون اعلام ورويت سيرة حياتي كاملة امام القضاء بأدق تفاصيلها.
على خلفية أي ملف قصدت القضاء؟
حول كل ما قيل.
بما فيها قضية المرفأ؟
لم اكن وزيراً يوم حصل ما حصل في المرفأ. ومع ذلك ذهبت الى القاضي واعلنها اليوم لاني لم اكن اسعى الى البروبغندا. اتصلت بالقاضي وقصدته واودعته كل ما له علاقة بما اثير حولي وتفاصيل حياتي المالية. وقلت له اسأل من تشاء وعين من تشاء وابدأوا معي وانا حاضر.
هل تعتقد ان انفجار المرفأ عمل اسرائيلي؟
المسألة اخطر واكبر بكثير من اهمال اداري ولو اني مع المحاسبة على هذه الخلفية. هذه مسألة سياسية كبرى تطاول دور لبنان ومستقبله، ولا احد يريد كشف الحقيقة بشأنها.
أي أن فرضية اسرائيل قائمة؟
كل الفرضيات قائمة نعم ولكن ماذا عنا كلبنانيين ونحن لا نتمتع بالحد الادنى من المسؤولية والجدية والامانة في متابعة تحقيق، ولو بحدوده الادارية فما بالك بحدوده الامنية السياسية المعقدة اقليمياً واستراتيجياً.
في عهدي قمت بواجبي وفي وزارة الاشغال، وبعد ست سنوات من التوقف عن العمل بالاتفاق مع الشركة الصينية فرضت تجديد الاتفاق بكلفة اقل بمليونين و800 الف دولار، ولدينا اكبر مرفأ ومنذ اسبوعين رست في مرفأ طرابلس ثاني اكبر باخرة عالمية للشحن.
لماذا لا يفعّل العمل في هذا المرفأ؟
اسأليهم. من كان رئيس حكومة ومن كان وزيراً للمالية ووزيراً للاشغال. كلهم كانوا من طرابلس. واكثر من ذلك أقر في عهد تلك الحكومة 100 مليون دولار لطرابلس انفق منها 5 ملايين من وزارة الاشغال فقط (حكومة ميقاتي والصفدي كان وزيراً للمالية)، اوقفت بسبب الصراعات السياسية وحرمت طرابلس وحوربت محاربة يشهد عليها كثيرون، لاني زرت طرابلس 15 مرة لانجاز مرفأ ليس لي وللحزب. أول عمل قمت به في الشمال توسيع ساحة العبودية على الحدود السورية تمهيداً لسكة الحديد وخط الترانزيت للعالم العربي. لماذا لم تقم المنطقة الاقتصادية ومن تسلمها؟ كل المسؤولين في الحكومات السابقة من لون سياسي او من طائفة واحدة وهم المؤتمنون على هذه المدينة المنكوبة والمظلومة بحرمان الدولة لها. يمكن ان ننجز بمنطق الدولة ولكن ما يجري اليوم لا يدخل ضمن منطق الدولة وانما هو محاولة قتل فكرة الدولة. وعندما تموت فكرة الدولة يقوم منطق السلطة ونحن امام رجال سلطة ولسنا امام رجال دولة.
كنتم شركاء في السلطة؟
ممتاز كنت شريكاً وهذا عملي ومعروف ومن اخطأ واجهته وانا في السلطة. فهل يعني كلهن يعني كلهن؟ لا اسمحوا لنا. لا يمكن ان نستبيح الامور بهذه الطريقة ومن قال ان كل الحزبيين مدانون؟ وبالمقابل من يستطيع ان يدعي ان كل الآخرين الذي انتفضوا والذين رفعوا هذا الشعار انقياء واصفياء؟ في كل بيئة ثمة من يخطئ ولا نستطيع ان نعمم. نعم كنا في السلطة وارتكبنا اخطاء سواء على مستوى سياسي من خلال خيارات معينة او على مستوى بعض الادارات والوزارت وهذا جائز ولكن حين خضت معركة في وزارة الاشغال انما كانت باسم القانون والمعيار الواقع.
لماذا يتمسك وليد جنبلاط بالحريري ويدافع عنه؟
وليد جنبلاط وقف امام كل الناس وقال لنرحل جميعاً. نصح سعد الحريري الا تأتي رئيساً للحكومة وان يترك الامر لغيره ويأتي لاحقاً. لكن للحريري حسابات اخرى وهذا شأنه ويتحمل المسؤولية. المشكلة في مثل هذه الحسابات وبناء على تجربة السنوات الاربع الماضية فلا تقع المسؤولية فقط على شخص او على من يمثل، لان من يمثل ظلم، وظلم البلد عموماً بالثمن الكبير الذي دفعه.
هل تعتقد ان “حزب الله” يحمي العهد ويدافع عنه؟
لمرحلة معينة يتحمل “حزب الله” مسؤولية كبيرة في هذه الحماية نعم، وهذه كانت إحدى نقاط الخلاف بيننا وبينهم في الشأن الداخلي، وكان المطلوب وقف هذه الاستباحة وهذه السياسيات التي لا تقيم اعتباراً لأحد. سياسة نبش القبور اخذت البلد الى دم. كنا نقول للحزب “الكلفة كبيرة”. في فترة من الفترات كان يدور حوار بيننا وبين الحريري حول قانون الانتخاب فقال بالحرف الواحد: “لن ارفض طلباً لميشال عون ولن اختلف معه حول أي أمر، “كان الجواب من قبلنا ومن قال لك اننا نريد خلافاً مع ميشال عون؟ نحن لا نريد خلافاً ولكن عدم الخلاف لا يعني الاستمرار في سياسة ستؤدي الى اكثر من خلاف. وقلنا لـ”حزب الله” اكثر من مرة وكان الجواب سنبذل جهداً وسنحاول، ونحن ايضاً لا نقبل هذه المسألة او تلك ولم يحصل شيء. اليوم اعتقد ان ثمة هامشاً بالعلاقة مع الطرفين، وعبر عنه بوضوح البيان الذي صدر عن التيار: “نحن نجحنا باتفاق مار مخايل بردع اسرائيل ولكن فشلنا في بناء الدولة”. والفقرة الاخيرة تعني انكم تقفون الى جانب نبيه بري ومن معه وتمنعوننا من المحاسبة ومن استكمال التحقيق. يعني المطلوب ان يقع الخلاف وان تقع الفتنة داخل هذه البيئة وان يكون هذا الانشقاق بين “حزب الله” و”حركة امل”. “حزب الله” لا يمكن ان يقبل هذا الامر. ثمة مسائل اساسية لا يمكن لـ”حزب الله” ان يقاربها بالطريقة التي يقاربها فيها. وبكل الحالات، نعم “حزب الله” يتحمل مسؤولية كبيرة في ما آلت اليه الامور في تغطية ممارسات السلطة الحاكمة الفعلية اي ميشال عون.
ما الذي يجب ان يفعله “حزب الله”؟
واضح ان “حزب الله” لا يريد ان يتدخل. بذل جهداً وقد ووجه بالرفض.
ألم تعد تلتقي معهم؟
لا منذ فترة لم نعد نلتقي. ومن وقت لآخر يحصل اتصال.
هل كان هناك دخلاء على خط علاقتك معهم؟
لا احد يؤثر على وجودي في اي مكان. وكل ما اقوم به ليس سرياً وانا مكلف من قبل وليد بك بهذا الموضوع، وازعم اني اعرف كيف اقوم بواجبي وكيف احفظ هيبة الموقع والموقف والامانة. وبطبيعة الحال الخلاف على كثير من المواضيع السياسية الاساسية ولا استطيع ان اقول انقطاعاً ولكن.. تلقيت اتصالاً مؤخراً من الحاج حسين الخليل وكان لطيفاً جداً، وبين وقت وآخر يحصل تواصل مع الحاج وفيق صفا.
وانت صديقه المقرب فهل يئس الرئيس نبيه بري من تقديم المبادرات؟
نبيه بري لا ييأس. بينه واليأس عداء كبير.عنوان وأساس حياته السياسية وحركته السياسية “امل”. وخبرته وتجربته وسعة صدره ولبنانيته (رددها 3 مرات) وعروبته وعقله. قولي ما شئت عن اخطاء من هنا ومن هناك وهذا موجود في كل البيئات السياسية، لكن بالميزان السياسي هو صمام الامان ولم ينكفئ، واكثر من ذلك آخر مبادرة اطلقها “لا مع ولا ضد” لم تكن جديدة ولم تكن وليدة الساعة. اقترحها منذ شهرين ورفضت “بأمل” في المرحلة الاولى من الرئيس الحريري، انه كان ينتظر ويتوقع حلحلة ما بوساطة ما غير مباشرة مع جبران باسيل. وعلى اساس خلال يومين تأتي النتيجة ولم يحصل كل ذلك. عندما انحصرت الامور وعدنا الى نفس النقطة، حاول نبيه بري طرح المبادرة مجدداً وبأن لا ثلث معطل وننجز الحكومة فرفضت من قبل الآخرين، رغم تدخل “حزب الله” واللواء عباس ابراهيم.
هل تعتقد ان سقف الازمة لقاء يجمع الحريري مع باسيل؟
لا اعتقد ان مثل هذا اللقاء يعالج المشكلة اليوم. جرت محاولة فرنسية في آخر زيارة للموفد الفرنسي باتريك دوريل واستمزج رأي القوى السياسية ومن بينها وليد بك وكنت موجوداً في الجلسة. قال لم يعد امامنا الا ان نربط بين الرجلين من خلال صلة بينهما لعل هذا الامر يساهم في تهدئة الامور وتسهيلها، واستمزج رأي “حزب الله” وفي اليوم الثاني فتح خط الهاتف بينهما اثناء زيارته الى باسيل، فحصل تواصل شكلي ورفع عتب ومنذ ذاك اليوم تفاقمت الخلافات اكثر وأكثر بفعل خطيئة الفيديو المسرب.
لكن الحريري تخطّاه وزار بعبدا؟
كان الفرنسيون يبحثون مجدداً عن احتمال دعوة سعد الحريري وجبران باسيل الى فرنسا ووجدوا ان اللقاء قد ينتهي الى فشل، فيكون فشلاً اضافياً الى مبادرتهم وهذا ليس في مصلحتهم. وهم حريصون على انجاح ما تبقى من مبادرتهم، وحتى ماكرون قال لا بد من حكومة في لبنان حتى ولو كانت غير مكتملة المواصفات، لانه يعرف معنى عدم وجود حكومة في لبنان. اذا كان الفرنسي يدرك ذلك ونحن لم نتحسس خطورته فكيف يمكن ان نتولى مسؤولية؟
لربما لم يحن موعد الملف اللبناني مع الادارة الاميركية الجديدة؟
عندما نتطلع الى الخارج نستسلم في الداخل ولا نقوم بأي جهد ونستقيل من مسؤوليتنا فننتظر اشارة لقاء او اتصال هاتفي من قبل هذا او ذاك. وتبدأ التحليلات والتي غالباً ما تكون فارغة من اي مضمون له علاقة بلبنان.
تقصد ضمناً اتصال ماكرون مع جو بايدن؟
نعم بالتأكيد والدليل لماذا لم تولد الحكومة ؟ ثم تحدثوا عن دور ايران وفرنسا وهما في معركة كبرى. يريد الفرنسي ادخال السعودي والاسرائيلي في الاتفاق النووي والايراني لا يريد ان يسمع بهاتين الكلمتين، وهو يخاطب المعلم الكبير اي الاميركي ان هذا هو الاتفاق كما هو، او اننا مستمرون في تخصيب اليورانيوم. خطورة هذا الامر في لبنان وانطلاقاً من الاحقاد نبحث عن كل ما ينسجم مع احقادنا، ثمة احد في الخارج مجند ليعمل لمصلحتنا ولترجمة احقادنا وبرامجنا، وثانياً فان خطورة هذا الامر وانطلاقاً من الاحقاد نفتعل “حولا” سياسياً، فنكون امام وقائع لا تؤشر الى ما نريد فنبتعد عنها ونبني التحليل على وقائع اخرى.
وأخطر انواع التحليلات هي تحليلات التمنيات. ثمة فرق بين التحليلات والقراءات. منذ سنوات جرى نقاش ورهان في البلد حول ايران وصعوبة وضعها سياسياً ودولياً، ليأتي الاميركي اليوم راغباً في التفاوض على الصواريخ الباليستية والتي ولدت في ظل الحصار. رغم كل ما جرى فايران تعمل ولكن هؤلاء الذين يراهنون في لبنان لا يزالون في مكانهم وينتظرون امراً ما من الخارج. هل سمعنا خطاب الرئيس الاميركي لم يتفوه بكلمة عن الشرق الاوسط.
تحدث عن أن لا اتصال قريباً مع المملكة؟
ربطاً تحدث عن اليمن وعن توقف صفقات الاسلحة للسعودية والامارات والانسحاب من اليمن واسقاط تصنيف الحوثيين كمنظمة ارهابية وهل هذا لا يقرأ. وماذا عن تعيينات الادارة الاميركية ؟ والحديث عن حل ديبلوماسي لمنع تحول ايران الى دولة نووية فماذا تنتظرون من الاميركي. الخطاب الاساسي وخريطة الطريق للرئيس بايدن هو الارهاب الداخلي في اميركا. ثمة خطران اشار اليهما وهما الصين وروسيا ولذلك كان التركيز بسرعة على اوروبا التي اراد ترامب ان يدمرها.
هل عاد الاغتيال السياسي بعد مقتل لقمان سليم؟
قبل اغتيال لقمان حصلت اغتيالات وجرائم واحداث في طرابلس، عندما ينهار البلد الى المستوى الذي وصل اليه فماذا نتوقع. بلدنا مكشوف ولذا نتوقع اي شيء.
هل توافق على اتهام “حزب الله” بالاغتيال؟
الانطباع العام لمواقف لقمان سليم يؤدي الى هذا الموقف وهذا ليس قراراً قضائياً ولا حكماً. لكن من يقول الكلمة الفصل في هذا الامر هو القضاء فماذا فعلتم في القضاء يميناً ويساراً، وهذا الاستنساب والانتقائية وهذا الضرب الممنهج للقضاء بذهنية ان هذا معنا نستخدمه وهذا ضدنا نحيل الملف الى غيره، وقد حصل ذلك في اكثر من مناسبة واكثر من قضية.
لماذا لم يعلق جنبلاط على الاغتيال؟
صدر بيان من “الحزب الاشتراكي” وتقدم بالتعزية شخصياً من العائلة وارسل وفداً حزبياً وكان له تصريح في جريدة “الاوريون الفرنسية”. وبالمناسبة اتوجه بتحية الى والدة لقمان سليم، هذه المرأة الشجاعة الحكيمة الجريئة اعطاها الله العمر والقدرة على تحمل المصاب.