معطياتٌ توحي بمواجهة حدوديّة قريبة ولكن…

جاء في “المركزيّة”: 

في وقت لا تزال مفاوضات ترسيم الحدود البحرية بين لبنان واسرائيل معلّقة، ولم تنطلق واشنطن – راعيةُ هذه المفاوضات وعرّابتُها – بعد، في اي مسعى جديد لاحيائها، رغم مرور نحو اسبوع على الجولة التي قامت بها السفيرة الاميركية دوروثي شيا على المسؤولين اللبنانيين وكان الترسيم في صلبها.. تشهد الحدود الجنوبية تطورا “عسكريا” هذه المرة، أحادي الجانب – اللّهم حتى الساعة! فقد بدأ الجيش الإسرائيلي الثلاثاء مناورة “لتعزيز الجاهزية لسيناريو أيام قتالية على الحدود مع لبنان”. 

ووفق ما تقول مصادر سياسية مطّلعة لـ”المركزيّة”، إن هذه العملية تأتي في وقت شهدت المنطقة الحدودية بين لبنان والاراضي المحتلة، في الأسابيع القليلة الماضية، بعض التوتر، مع إسقاط حزب الله طائرتين مسيّرتين إسرائيليتين كانتا تحلقان فوق الأجواء اللبنانية، علما ان الطيران الاسرائيلي بات يحلّق في الاجواء في شكل شبه يومي كما ويرسل طائرات من دون طيار “درونز” الى قلب الضاحية الجنوبية – عرين حزب الله.

فهل يمكن ان تشكّل هذه المعطيات، مؤشرات إلى شيء خطير يمكن أن يحصل بين الطرفين في قابل الايام، كاندلاع مواجهة عسكرية في الميدان، على الحدود الجنوبية؟ وهل احتمالات تدهور الامور دراماتيكيا، واردة؟

المصادر تلفت الى ان هذه الفرضيات لا يمكن إسقاطها من حساباتنا، سيما وان الانتخابات النيابية المرتقبة في إسرائيل في آذار المقبل، قد تتطلب مواجهة من هذا القبيل، يستفيد منها خصوصاً رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو. غير انها تعتبر ان ثمة عوامل ردعية كثيرة، تحول دون الذهاب نحو هذا السيناريو، لعلّ أبرزها عدم استساغة الادارة الاميركية الجديدة برئاسة الديموقراطي جو بايدن، الخيارات العسكرية، ومؤاثرته حلّ كل الخلافات التي تلهب المنطقة، عبر المفاوضات، بدليل مدّه اليد للجمهورية الاسلامية الايرانية، عبر مثلا، نقضه قرار سلفه تصنيف مجموعة الحوثيين (المدعومة ايرانيا)، منظمة إرهابيّة.

وتتابع المصادر، انه من المستبعد أن يقرّر الفريق الممانع فتح أي حرب الآن، طالما أن المكاسب التي يسعى إليها إقليميا، قد يتمكن من تحصيلها في السياسة والمفاوضات، في ظل إدارة بايدن المرنة.