شباط شهر الدم..

كتب محمد حجيري في “المدن”:

يمكن للمرء أن يلاحظ أن شباط، أو الشهر الثاني من السنة الشمسية، ربّما يكون الأكثر دموية لناحية حصول عمليات الاغتيال خلال الحرب الأهلية اللبنانية وسنوات ما بعد اتفاق الطائف… ولائحة الاغتيالات طاولت معظم القوى السياسية والحزبية (الشيوعي، الكتائب، حزب الله، المستقبل، الاشتراكي وقوى أخرى) وبأشكال مختلفة.

– في 26 شباط 1975: اغتيل في صيدا رئيس “التنظيم الشعبي الناصري” النائب السابق معروف سعد، وتوفي في 6 آذار.
– في 23 شباط 1980 اغتيلت مايا ابنة بشير الجميل (18 شهراً) بسيارة مفخخة في الأشرفية.
– في 16 شباط 1984: اغتالت اسرائيل الشيخ راغب حرب في جبشيت.
– في 6 شباط 1986 وُجد المُربّي الشيوعي ميشال واكد مقتولاً على شاطئ السان جورج، وكان اختُطِف في منطقة بئر العبد بتاريخ 4 كانون الأول 1985 بالقرب من مركز تابع لـ”حزب الله”.
– في 9 شباط 1986 اغتيل خليل عكاوي “أبو عربي” في طرابلس.
– في 20 شباط من العام نفسه، اغتيل الشيوعي خليل نعوس في بيروت.
– في 24 شباط أيضاً اغتيل الناصري عصام العرب، والصحافي الشيوعي سهيل الطويلة.
– في 17 شباط 1987 اغتيل المفكر حسين مروة في منزله.
– في 24 شباط من العام نفسه، اغتيل الطبيب لبيب عبد الصمد والفنان نور طوقان.
– في 9 شباط 1989، اغتيل الاشتراكي أنور الفطايري في الشوف.
– في 16 شباط 1992: اغتالت “إسرائيل” الأمين العام السابق لـ”حزب الله” عباس الموسوي، بعدما كان قد شارك في إحياء ذكرى مقتل راغب حرب.
– في 14 شباط 2005، اغتيل الرئيس رفيق الحريري، ووصف الاغتيال بـ”جريمة العصر”.
– في 12 شباط 2008، اغتيل أحد أبرز مسؤولي “حزب الله” عماد مغنية في دمشق.
– في 4 شباط 2021 اغتيل لقمان سليم.

ومع اغتيال لقمان سليم صرنا في مرحلة أخطر. بعد انتفاضة 17 تشرين، التي وصلت إلى أبواب موصدة، جاءت موجة كورونا وانهارت الليرة، وتُوّجت المأساة اليومية بانفجار مرفأ بيروت الذي يعتبره الوزير المفوّه حمد حسن “قضاءً وقدراً”، في الواقع، يبدو أنهم يريدون لفلفة انفجار “بيروتشيما” بأي ثمن.

في قضية رفيق الحريري، تم تجهيل كامل الفاعلين، وفي قضية المرفأ سيلجأون إلى تجهيل المسؤول. وفي هذا الإطار، ربط كثر اغتيال لقمان سليم بحديثه عن المسؤولين عن انفجار المرفأ، فهو كان يرفع شعار “خلينا نحط النقاط على الحروف”، أي أن نقول الأمور بلا مواربة، وهذا المسار كان بانتظاره كاتم الصوت.

بالمختصر، لا أحسب أن الجماعات اللبنانية اتعظت من نهر الدم والاغتيال، وعلى ما يتبين من الوقائع والتواريخ، فهي تكرّر المشهد نفسه، كل مرة، مع مزيد من الوقاحة والحقد والضغينة من خلال هتك حرمة الموت.