كنا نبكي كلما اراد مواطن أن يهاجر من هذا الوطن حتى وصلنا إلى زمان هاجر الوطن وما بكيناه لكننا نبكي غربتنا في أرض تشبه وطننا الذي هاجر ولكنها ليست وطن ..
الوطن الذي يوجعنا ليس وطننا هو كل الدول ممثلة بأشخاص يحملون الهوية اللبنانية في حقيبتهم ولكنهم ينتمون لغير أوطان … !
ليس وطني الوطن الذي أُهان فيه وأُذل وليس وطني الوطن الذي أخاف فيه أن أسير بأي شارع من شوارعه لأن كل شارع أصبح مستملكاً من شعب ما ليس شعباً لبنانياً الا بلهوية فقط شعب مرقم ملون من كل الالوان لا يملك لا عقلاً ولا عقلانية..
إنسان ولا يملك إنسانية سلاحه حاضر إن إعترضت على أفكاره أو حاولت أن تعاكس تفكيره الغير منطقي …
ليس وطن الوطن الذي تزرع فيه ولا تحصد ما تزرعه بل مجبراً أن تحصد ما زرعه الاخرون .. والاخرين زرعوا شوكاً ولما علينا أن نحصد نحن وأولادنا ما زرعه غيرنا …؟
كلامي ليس شعراً بل هو حقاً وجع يوجعني أن نصل إلى ما نحن عليه من انهيار اقتصادي إلى تفلت أمني إلى تشرذم إجتماعي إلى وباء عالمي أصابنا ولكن في لبنان فقط لا خطط مدروسة للوقاية من هذا الوباء فكل الخطط التي تؤخذ إن أفلتنا من المرض لن نفلت من الفقر والعوز والجوع خطط فاشلة وتزيد نسبة الاصابات بدل من تخفيضها …
من المسؤول ؟
كالعادة الجميع يرمي الأتهامات على بعضه البعض ولا أحد يعترف بتقصيره لا أحد …!
برأيي جميعنا مسؤول عن تفشي الحالات المسؤول الأول السلطة الحاكمة لأنها من البداية لم تأخذ الاحتياطات بجدية ووعي لانها المسؤولة عن فتح ما يجب تسكيره وتسكير ما يجب فتحه السلطة أوصلت البلد إلى الانهيار الاقتصادي والوبائي ولليوم لا أحد يعترف بفشله لليوم يرمون بالمسؤولية على الشعب … نعم بعض الشعب مسؤول لأنه إستهتر بالوباء… ولكن البعض الاخر مجبر على العمل ليطعم أولاده لانه لم يقدم له البديل … لا يمكن أن يفرض على المرء أمراً قبل أن يكون البديل مؤمن له …فالسلطة أيضاً هي المسؤولة …!
اليوم نقول إلى أين بعد ..؟
ما عاد الشعب يتحمل لا حجر ولا تسكير الشعب فعلاً لم يعد يقوى على الاستمرار فالموت أصبح يحيطه من كل الاتجاهات إما الموت بالوباء واما الموت بالحجر جوعاً …
متى نسترجع الوطن من هجرته ومتى سيكون بالوطن مسؤولين بالفعل لا بالصفة …؟
خاص : ميدان_برس مارسيل راشد