جاء في “المدن”:
نتشرت عبر مواقع التواصل مجموعة صور لأدوية مدعومة ومسعرة بالليرة اللبنانية، تباع في عاصمة الكونغو كينشاسا بالدولار الأميركي. وكتب المغترب علي خازم أنه رأى أدوية في كينشاسا ما يزال سعرها مسجلاً 22000 ليرة، وتباع هناك بـ20 دولار.
تهريب أدوية وأغذية
وعن ملابسات هذه الفضيحة أكدت مصادر مطلعة في كينشاسا لـ”المدن” أن شركات عدة (حصلت “المدن” على أسماء بعضها، وهي نافذة في الطائفة الشيعية) لا تستورد الأدوية إلى الكونغو فحسب لتبيعها إلى الصيدليات، بل تستورد أيضاً كل المواد الغذائية المدعومة من لبنان إلى هناك. واعتبرت المصادر ما يجري عبارة عن “زعبرة وقلة إخلاق ونصب واحتيال، يمارسه البعض بحق كل اللبنانيين. والقاصي والداني يعرف أن جميع المنتاجات المدعومة تباع هنا، في متاجر معروفة أصحابها لبنانيين، غير عابئين بالظرف استثنائي الذي يمر به لبنان”.
وفي وقت باتت تنقطع معظم السلع من لبنان، وتهديد المسؤولين برفع الدعم عن السلع الغذائية وحتى الأدوية، بسبب نفاذ احتياطي مصرف لبنان، أكد مواطنون لبنانيون لـ”المدن” في كينشاسا، بإن الصيدليات هناك تستورد الأدوية منذ عشرات السنين عبر شركات تجارية من لبنان وغيره. لكن الظروف الحالية التي يمر بها لبنان كانت تفترض وقف هذا الأمر، لأنه بات بمثابة تجارة على حساب اللبنانيين، حتى المواد الغذائية المدعومة في لبنان تباع بفارق ثلاثة أضعاف عن سعرها هناك.
وعمليات تهريب الأدوية تستمر منذ أشهر، وتمكنت قوى الأمن الداخلي اللبناني من إحباط أكثر من عملية تهريب أدوية مدعومة إلى عدة بلدان في الخارج. وأكد جهاز أمن المطار: “منذ تاريخ بدء تفشي جائحة كورونا حتى اليوم، ضبطت أكثر من 30 عملية تهريب مع أشخاص معظمهم غير لبنانيين عبر المطار”.
أجهزة أمن المطار
ومنذ نحو ثلاثة أيام تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي أن إحدى السيدات وتدعى (م. ر.) مرّت عبر عدة نقاط تفتيش في المطار، وبحوزتها حوالي 22 صندوقاً من الأدوية متوجهة إلى إفريقيا. وحصل خلافٌ داخل مطار بيروت بين جهاز أمن المطار من جهة، وجهاز نقاط تفتيش المرور، من دون توقيف المرأة.
ونفت قيادة جهاز أمن مطار رفيق الحريري الدولي حصول أي إشكال من هذا النوع، وأوضحت أن المسافرة كان بحوزتها كمية من الأدوية المتنوعة لا تستعمل لمعالجة فيروس كورونا، وهي للاستعمال الشخصي، وليست للتهريب. ولفتت إلى أن “فصيلة التفتيشات التابعة لجهاز أمن المطار ضبطت، منذ تاريخ بدء تفشي جائحة كورونا حتى اليوم، أكثر من ثلاثين عملية تهريب مع أشخاص معظمهم غير لبنانيين كانوا يقومون بتهريبها عبر المطار”. وأكدت القيادة أنها “حريصة على تطبيق القوانين ومنع التهريب من لبنان وإليه”.