كتب عمر الراسي في “أخبار اليوم”:
حتى اللحظة لا يزال الفراغ مستحكما، وكل الوساطات الخارجية والداخلية اصطدمت بالحائط المسدود عينه، على الرغم من ان الدولة تنهار من الصحة الى الامن مرورا بالاقتصاد ولقمة العيش!
وفي هذا الاطار يقول الوزير السابق رشيد درباس: ان من يعطي نقطة الحبر اللازمة للتوقيع يريد ان يأخذ في المقابل ثمنا كبيرا يوازي عشرات الاضعاف من الذهب، والا فهو لن يوقع على اي تشكيلة حكومية.
وفي حديث الى وكالة “أخبار اليوم”، أوضح درباس: لا اتكلم هنا عن الرئيس ميشال عون بل عن الجهة التي تقف خلفه، وهذه الجهة التي تقبض على نقطة الحبر تعتقد ان البلد يحتمل المزيد من الانهيار والتفكك والهريان.
وردا على سؤال، رأى درباس ان البلد مقسوم بين فريقين “واحد يعتبر ان الوضع لا يحتمل المزيد من الهريان ويجب ترميم الوضع كي لا نذهب الى انهيار اوسع لا سيما على المستوى الامني. وآخر لا يريد ان يكون وضع لبنان افضل من وضع سوريا والعراق واليمن وصولا الى ايران، وبالتالي ابقاء البلد في دائرة صراع اقليمي مفتوح، وهذا الفريق لا يريد او غير جاهز لتقديم اي تنازلات من اجل اعادة بناء الدولة”.
واضاف درباس: الدولة اليوم مرتهنة بهذا الاستعصاء الموجود في عنق الزجاجة، وربما من المبكر ان تبدأ النقاشات او المناورات.
وتابع: هذه الجهة، تأخذ الدولة اللبنانية رهينة، من اجل تحقيق المكاسب، ولكن ماذا لو ماتت الرهينة؟ فعندها اي قيمة يبقى لهذه الدولة. استطرد الى القول: لا اعتقد ان هذه الرهينة ستعيش طويلا، اذا بقيت مواقف هذه الجهة على حالها..
وفي توصيف لواقع الحال، قال درباس: يوميا يسقط “60 قتيلا و6 آلاف جريح” (في اشارة الى اعداد الوفيات وتزايد الاصابات جراء تفشي وباء كورونا)، الدولار يلامس التسعة آلاف ليرة، الناس تحجر نفسها في بيوتها، والامن بات قريبا من الانهيار…. امام هذا كله متى يمكن فك اسر الحكومة العتيدة التي لربما استطاعت ادخال الدولارات الى البلد.
سئل هل يمكن التعويل على تحرك خارجي؟ اشار درباس الى ان الخارج وضع الشروط: من اعادة احياء سيدر، فتح باب التعاون مع صندوق النقد الدولي، منح المساعدات… لكنه ينتظر اشارة من الداخل تتمثل بتغيير الحكومة القائمة، وتأليف حكومة جديدة لا تحمل في ذاتها بذور اسقاطها وتعطل من داخلها بسبب التجاذب السياسي. هذا يعني تأليف حكومة لا تضم الاطراف السياسية، بل هي كمجلس ادارة موقت برعاية قاض اجنبي بعيد عن الصراع يعمل على تسيير الامر.
ألا يعتبر الحريري احد هذه الاطراف السياسية؟ اجاب درباس: في الاساس منصب رئيس الحكومة هو منصب سياسي في الدولة. وذكر انه
عندما تم تعيين رئيس حكومة غير سياسي (الرئيس حسان دياب)، رأينا ما الذي حصل في البلد لجهة التدهور، وتحول هو ايضا الى شريك للاطراف السياسية الحاكمة في كل المجالات.
واضاف: لكن في المقابل لدى الحريري شبكة علاقات خارجية يمكن استغلالها من اجل مصلحة لبنان. وهو كان قد اقترح حكومة من خيرة الناس، والشيعة من بين هؤلاء وهم الافضل.
هل يمكن ان تبدأ الحلحلة اذا اعتذر الرئيس عون من الحريري على خلفية الفيديو المسرب، قال درباس: الامر ليس اعتذارا او غير اعتذار، فالقضية هي انها لم تستو بعد، سائلا: ماذا يقدم رئيس الجمهورية للناس عندما يقول “لا تأليف”، وكيف يقول “الله يساعد اللبنانيين” وهو رئيس الدولة؟